نقابة الصيادلة.. انحراف البوصلة أم القبطان؟
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
لقد کتبت قبل شهر تقريباً، أن مٶسسات المجتمع المدني وبعض الجمعيات هي التي أخذت دور ممارسة العمل السياسي الرٸيس، وتصدرت المشهد في کثير من المشاهد والملفات في ظل غياب الأحزاب الذي کان محظورا، علی أن ما جعلها تأخذ الدور الحزبي هو حصولها علی التراخيص اللازمة، بحجة أنها سور شاهق وجد للعناية بأصحاب المهن وهمومهم وتطلعاتهم من تقييم وبناء وتطوير لتلك النقابات، ولکن علی ما يبدو أن هذا السور له باب في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب .
ما دفعني للکتابة حقيقةً، هو ما وردني علی الخاص من تعالي أصوات الصيادلة الممتعضين مما قام به نقيبهم الحالي من إقحام نقابة الصيادلة في القضية الاستثمارية التي أحدثت جلبة غير مبررة فيما يخص منشأة سختيان في ناعور والتهديد المزعوم لها کما أفاد من ذي قبل مالکها .
فنقيب الصيادلة قد خالف العرف المتبع، والبروتوکول المتعارف عليه عندما قام بمخاطبة رٸيس مجلس النواب برسالةٍ تحمل وسم النقابة، والتي حظيت بردها وعدم السماح لها بالمرور رسمياً، فمنذ متی تخاطب نقابة من الأهمية بمکان رأس هرم السلطة التشريعية في قضيةٍ فرعية لا تهم حتی النقابة بشيء، ولا تعود علی منتسبيها بأقل درجات النفع .
في خضم انهيار بعض سلاسل الصيدليات الکبری، وعدم قيام مجلس النقابة الحالية بتقييم الأمور ووضعها في نصابها الحقيقي، ناهيك عن معضلة وتشوه حقيقي سبب ندبة في وجه مٶسسية هذه النقابة الهامة إن لم تکن الأهم، وهو قانون 1972 فيما يتعلق بهامش الربح الذي لم يتم تعديله إلی هذه اللحظة رغم تقادم الزمن واضطراد تسارع وتيرة الحياة بکل ما يرافقعا.
في الوقت الذي يکابد فيه هذا القطاع خساٸر لا تقل عن خساٸر بقية القطاعات في مستجد کورونا الطاریء،وفي الوقت الذي بات يخرج منه الکثير من الأسماء التي ساهمت في تقدم الخدمة الدواٸية وتطور عملها وتوفير کل ما يحتاجه إنسان هذا الوطن، ناهيك عن ضرب النقابة بعرض الحاٸط مطالب أصحاب هذا القطاع فيما يخص أحوالهم الشخصية وکذلك أسرهم التي باتت تدفع معهم الثمن الغالي بسبب تخبط النقابة وإرباکها غير المبررين، ففي هذا الوقت الدي تحتاج فيه نقابة أصحاب هذه المهن والعاملين بها لمراجعةٍ شاملة وجردة حساب للنهوض بأٓمال وتطلعات أسرة هذه النقابة التي تضم شريحة لا يستهان بها في الکسب المشروع من هدا الاختصاص من المجتمع الأردني .
في انحراف مقدمة سفينة نقابة الصيادلة خاصةً في خضم هذه الأمواج العاتية في البحر اللّجي المترامي الأطراف، وسط هوجاء هذه المعمعية ربما أن المواطن البسيط يستطيع أن يتجه لطب الجدات البديل ويجد ضالة مغصه من القيصوم والشيح والجعدة، ولکن هذا الأمر في عضالٍ بات يضرب أوصال جسد نقابة بحجم نقابة الصيادلة، فهو مما لا شك فيه لن ينفع به کل أعشاب الأرض ولا تماٸم خرافات الجدات، ولا حتی وضع الکحل مع القهوة السمراء بمحکوك قشاط الجلد في جرح بات يتسع کلما تعنت أصحاب القرار وخذلت راکبي سفينة الصيادلة البوصلة والبحار والیحر !.