jo24_banner
jo24_banner

من عامود التشکيل إلی خازوق التعديل!

شبلي حسن العجارمة
جو 24 :


حرفان لا ثالث لهما في رواية سياستنا الأردنية عند تشکيل الحکومات وعند تعديلها، وما بين شكّ وعدّ المشددتين تتباعد أميال الحکاية لصالون الحلاقة السياسي الأردني مع اختلاف الحلاق الذي داٸماً ما يکون أصلعاً سياسيا بامتياز، لکنه يحمل مقصاً باذحاً لا يبق وسامةً في الوجوه ولا حتی شيباً في الرأس يقطع.

لا يختلف اثنان علی أن الرٸيس المکلف داٸماً ما يکون لا يحمل شيٸاً في جعبته من القرارت الهابطة من فضاء السياسة، يملك الولإية العاٸمة وليست الولاية العامة، ونعود لذات الکدية اللغوية والأحجية الصرفية البلاغية لنفرق ما بين العاٸمة والعامة، فقد تخفق کل التکهنات وتصاب کل التحليلات بالخذلان، وکل ذلك لأننا شعبٌ تساوی الحلو بالمر علی لسانه الوطني، واستوی العذب الفرات بملحنا الأُجاج، ووصلنا لمرحلة البلادة السياسية للحلقة ربما ما قبل الأخيرة للاستسلام لليأس والإحباط والندب واللطم علی الخدود في جلساتنا المغلقة الخالية من المخبرين غٕير الخيرين.

في کل بقاع الأرض حتی في دول ما يطلق عليها النامية أو العالم الثالث، الشعب هو مصدر السلطات، إلا في بلادنا السلطات هي مصدر کل شيء، في مشهدٍ استغباٸي لم يسبق له مثيل حتی فيٕ بدايات تأسيس الوطن ووضع معالم الدولة!

لقد اعتادت رقابنا علی مسح السکاکين لکل الأخطاء التي يقترفونها، وقد اعتاد صوفنا علی بقع الإخفاقات المتلاحقة لذوي البراشوتات الطارٸة، ولا زلنا ندفع أثمان السياسات الخاٸبة، ونسرف علی أٓمالنا المستحيلة من ذات الجيب الموجوع حتی وصلنا لمرحلة الإفلاس والفشل حتی بالنظر في مرأأٓتي الولاء والانتماء اللتين سحلتا لحمنا حتی العظم ولم نحاول مجرد إعادة النظر أو إجراء مراجعة سريعة مع الذات المتبلدة .

السکراب السياسي بات مشهداً مٶلماً، صهر الوجوه ذاتها في نفس بوتقة الامتعاض الشعبي وصهرها وسکبها في قوالب جديدة وبمسميات مختلفة، وربما باتت ملفات الفشل التي يحملها البعض في سيرته الذاتية هي بقرة جحا الحلوب، لأن الإقصاء للکفاءات الوطنية والاجتباء للعالات غير الوطنية ضمن أطر ورٶی مقلوبة أو بالأحری مشقلبة.

هل باتت النخب السياسية الخاطفة للمشهد الاعتباري للوطن أکثر سيطرةً وإنتاجاً وسطوة علی فلسفة التمکين، أم أن بعبع حکومات الظل بات شبحاً خلف ستارة العرض يمکننا رٶيته بالعين المجردة، بيده بقع الضوء علی المسرح حتی مناديل سريعة التجفيف للمتابکين علی وطن لم نعد نحفظ من معالمه إلا أنه في حجم بعض الورد ولم يعد أصلاً يشبه الورد کله؟
 
تابعو الأردن 24 على google news