الديسي; تروي عمان من عطش أهلها !
شبلي حسن العجارمة
جو 24 :
الإسکافي حافي وباب النجار مخلع ,مثلُُ يشکل حکاية العطش الأخيرة والحاضرة في منطقة الديسي ,الديسي عيون ماء الأرض التي ترحل عبر شريان الصحراء بکل تفاصيل الرحلة الأطول والأشق من کبد الديسي عبر أنابيب الحديد والإسمنت لتطفیء عطش عمان وجاراتها من وحشية الصيف ,وتکسر حصار الظمأ بدءاً من الشفاه التي جففها العطش ومروراً بالوضوء للوقوف بين يدي من جعل من الماء کل شيءٍ حي ﷻ وانتهاء بالترف المفرط لبرك السباحة الخاصة في عمان الغربية فردوس البرجوازية وعدن الأوروستقراط العماني الغربي .
خمسةُُ وسبعون مليون متر مکعب من أصل تسعين مليون منر مکعب سنوياً تجود بها کف ماء الديسي التي تعوم علی بحرٍ من الماء العميق الزلال كما يقول الخبراء بهذا المجال لتقدمه الديسي بين يدي العاصمة الحبيبة عربون تحت حساب المحبة من أقاصي الجنوب العتيق والبقية لعمان وجارتها سوف يأتي ,في الوقت ذاته تشرب حاضرة البحر وثغرنا الباسم العقبة بکل توابعها الإقليمية والإدارية ما يقل عن ربع کمية الماء المنتجة بما مقداره خمسة عشر مليون متر مکعب حصة محافظة العقبة ,وبهذا لا يبقی للديسي حاتمية الماء إلا الرذاذ الذي لا يکفي لرش وجهها من لهب الشمس وسعير رملها الأصفر المذهب والمشرب بحمرة خدود جبالها .
لا شك علی معايير إينشتاين الرياضية وکل نظريات الجبر والحساب تبقی الديسي الخاسر الأکبر أرقاماً وکتابة من هذه المعادلة الجاٸرة والقسمة الضيزی ,إذ لا يعقل أن تتسول الديسي ماءها الذي يتخم بطنها من عطف صهاريج النقل بأثماتها المعومة بينما يتنعم قاطنوا عبدون ودير غبار وام أذينة بصنابير الماء الإيطالية بمجرد کبسة زر دون عناءٍ أٛو مکابدة الحاجة والعطش دون إعارة الانتباه لمنطقةٍ صحراوية کالديسي وجارتها تعيش تناقض المشهد لباطنها المترع بالماء ووجها الظامیء الذي يزحف نحو ظلال التلال وانتظار الصبح والندی ليبترد من جحيم رمله ويسمح لقاطنيه بالتجوال والمرور .
الديسي فصل من کتاب الماء بحاجة لإعادة النظر بسياسات المحاصصة وکف يد المستثمر المجاني العشواٸي وشبه المجاني عن خاصرة الديسي وعطش أهلها وماٸها المسروق بصولجان الحکومة ورعاية وزارتي المياه والزراعة ,وهي حالةُُ تستوجب وضعها علی جداول الحوار الرسمية وتشكيل وجه الديسي من جديد بقسمةٍ أقل جوراً وأکثر بحبتين من العدل النوعي الممزوج بصوت الضمير ضمن أخفت أصوات الاعتراف بالخطأ أو الرجوع لأقل المسافات الممکنة جزءُُ منها أو ربعها أو نصفها علی أقل تقدير أو بترفٍ المسافة بأکملها دون تجزٸة وفصل وجه الأم الديسي الذي بات يذبل من العطش عن فلذة کبدها وابن بطنها الکريم ماٶها الفرات الذي بات يتشکل علی وجوه بنيها ملحُُ أجاج !.