jo24_banner
jo24_banner

رساله من مزارعي الأردن الى وزير الزراعه الأكرم

أ. د عاطف محمد سعيد الشياب
جو 24 :
كما تعلمون يا معالي الوزير ان الأردن ومنذ فجر التاريخ لعب دورا بارزا في سير الاحداث الاقليميه والعالميه بسبب موقعه الاستراتيجي وتنوع تظاريسه المختلفة والخصبه والصالحه للزراعه عبر العصور واذا ما تم توضح التقسم الجغرافي لاردننا العزيز من جهه الغرب الى جهه الشرق فانه يتكون من منطقه حفرة الانهدام والتي تبدا من جبال تركيا ولبنان والجولان مرورا بمنطقه غور الأردن ووادي عربة وصولا الى العقبة الواقعه على البحر الأحمر وتتميز هذة المنطقه بموقعها الاستراتيجي وتوفر الميا والتربه الصالحة لزراعه الخضروات والأشجار المثمرة والتي تعتبر سلة الغذا الأردني ويقع الى الشرق منها المناطق الجبليه الممتدة من جبال ام قيس ومرورا بجبال عجلون وصولا الى جبال الشراة في جنوب الأردن وهذة المنطقة صالحه لزراع الأشجار وخاصة أشجار الزيتون التي باركها الله، اما المنطقة الممتدة من اطراف الجبال الشرقية فتمتاز بسهوله الصالحه لزراعه القمح والشعيير والعدس والبقوليات ، اما المنطقة الصحراويه فهي تشكل مساحه شاسعه من مساحة المملكة الأردنية الهاشميه وفي الآونه الأخيرة تم استغلال هذه المنطقه وتم حفر بعض الآبار الارتوازيه مما ساعد على زراعة بعض المحاصيل والخضروات كالبطيخ والشمام والفقوس والخيار والبندورة والبطاطا وغيرها من المحصيل الزراعيه .

واذا ما تم تقيم الوضع الزراعي في الأردن للعشر السنوات الماضيه يتضح لدينا انه تم القضاء على زراعه المحصول الزراعي الاستراتيجي الاول وهي زراعه القمح والذي كنا في العهد الروماني نصدره الى روما فكان القمح الأردني بمثابة سلة الغذاء للامبراطورية الرومانية في تلك الفترة وهناك اسباب عديده أدت الى ترك زراعه القمح نذكر منها : الزحف العمراني العشوائي ، فتح الشوارع والطرق العشوائية وتقسيم الأراضي الى قطع صغيره يتعذر زراعتها وهناك أسباب أخرى لا مجال لذكرها في هذا المجال ونتيجة لتلك الأسباب فقد هجر المزارع الأردني زراعة القمح ولم يتبقى الا مساحات صغيرة صالحة لزراعه مثل هذا النوع من المحاصيل .










 
وفي الوقت الحاضر اتجه المزارع الأردني الى زراعه سلعة استراتيجيه اخرى الا وهي زراعه أشجار الزيتون ، حيث هناك مساحات واسعه قد تم زراعتها من قبل المزارعين الاردنين ،حيث تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار المباركة والتي تشتهر الأردن بزراعتها في جميع مناطق المملكة ولهذه الشجرة فوائد متعددة وتستخدم بذورها وثمارها واوراقها وزيتها في العديد من الصناعات الطبية والدوائية المتعددة و يمكن استخدام زيت الزيتون في ترطيب ونمو الشعر والجلد الجاف وتقلل نسبة الكوليسترول الضار وتمنع أكسدة الخلايا ويعزز زيت الزيتون من إفراز هرمونات الصفراء والبنكرياس طبيعيا ويعمل على تقليل حالات الإصابة بحصوات المرارة. كما أن زيت الزيتون يحمى العظام من الهشاشة والكسور ويمنع تدهور الذاكرة وفقدانها ويستخدم في تنظيف بشرة الجلد الميت وفي تنظيف البشرة. ومضاد للالتهابات الجلدية مثل الصدفية وتشقق البشرة والتهاب الجلد الدهني وزيت الزيتون كما يحمى من الإمساك وسوء وعسر الهضم.
 
 
ورغم هذه الفوائد المتعددة فان الطلب على شراء تلك السلعه في السنوات الماضيه قد انخفض بشكل ملحوظ و تكبد المزارع الأردني خسائر لا حصر لها نتيجة السياسات التسويقية الخاطئة المتبعة من قبل وزارة الزراعة والمؤسسات المعنية بهذا المجال، حيث تم السماح بدخول عشرات الآف من تنك الزيت من الدول المجاورة ، وان هناك زيادة ملحوظه في أجور قطاف الزيتون والتي مازالت بالطريقة التقليدية. وقد وصل سعر تنكة الزيت الى ادنى مستوياتها ، الامر الذي أدى الى محاصرة المزارع الأردني الذي يعتاش من وراء زراعة أشجار الزيتون وجعلته يفكر بترك هذا النوع من الزراعة والتي اصبح لا يجني منها الا الخسارة والتعب. وفي حال ترك المزارع هذا النوع من الزراعة فانه سيعمل على تعطيل وخسارة قطاع كبير من المزارعين والذي يقدر عددهم بالآف، الامر الذي سبب سوء في الأحوال المعيشية لدى جميع االمزاعرعين بهذا القطاع الهام.
 
ويناشد مزارعي أشجار الزيتون معالي وزير الزراعه والمؤسسات المعنية حل مشكلة تسويق زيت الزيتون لعام 2020 من خلال شراء محصول الزيت من المزارعين او من خلال الاهتمام بالتصنيع والتسويق الزراعي والاهتمام بالصناعات التحويلية والغذائية والتي امر جلاله الملك عبدالله الثاني الاهتمام بها ، وقد بات لزاما على وزارة الزراعه والمؤسسات المعنيه التفكير بجديه في حل هذه المشكلة والتي يعاني منها كل بيت ومزارع اردني للتخلص من الفائض المكدس في البيوت وخصوصا اننا اقترابنا من موعد قطف ثمار الزيتون لهذا العام وبذلك يصبح زيت زيتون السنه الماضيه في عداد الزيوت القديمه وغير قابله للبيع وبهذة الحاله فان المزارع الأردني سيهجر ويترك زراعه السلعه الاستراتيجه الثانيه في الأردن وهي زراعه الزيتون وفي حال لا سمح الله ترك هذا النوع من الزراعه فان العديد من العائلات الاردنيه والتي تعتمد على هذا النوع من الزراعه سيلحق بهم الضرر المادي والمعنوي .
 
وأخيرا أقول " لا خير في أمه تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع"
 
 
 

تابعو الأردن 24 على google news