وثائق باندورا.. لا مفر من الرد والتوضيح
باسل العكور
جو 24 :
الاردن ليس جزيرة معزولة عن العالم، وما ينشر عنه في اي وسيلة اعلام، وبصرف النظر عن اللغة التي تستخدم، فانه سرعان ما يترجم للعربية ويجري تداوله محليا وعلى نطاقات مختلفة وواسعة، بعضها قابل للنشر، وبعضها الاخر يجري تداوله بينيّا عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة ..
مواجهة الاخبار الكاذبة والمضللة لا يتم بالتعتيم، ومحاولة الحجب، ومنع التداول، فمهما بلغت امكانات الدول وقدراتها والجدار الحديدي الذي تفرضه على شعوبها، فانها لن تنجح البتة في الحيلولة دون انتشار هذه الشائعات والتسريبات واحيانا الحقائق، وخاصة اذا تبنت هذه المعلومات وسائل اعلام عالمية كبيرة وموجهة ومؤدلجة، بحجم ال بي بي سي الواشنطن بوست وغيرها، وهنا لا داعي لان نذكر بحقيقة ان العالم اصبح قرية صغيرة ..
خبراء الاعلام والعلوم الاجتماعية والانسانية يعرفون جيدا ان محاولات الحجب تغذي او للدقة تؤجج الرغبة في معرفة حيثيات وتفاصيل هذه المعلومات التي لا يُراد لها ان تصل و يجري تداولها، فكل ممنوع مرغوب كما هو معروف، وانه اذا لم يجر مواجهة هذه الرواية بأسلوب علمي ومهني ومحترف قبل ان تحقق اهدافها جميعا، فان هذا الرواية ستقود الى تشكل انطباع لدى المتلقي، واذا ما تشكل هذا الانطباع فانه سيصبح اقوى من الحقيقة، ولن تنجح معه بعد ذلك اية محاولة لتصحيح وتصويب الموقف.
دلالات ومعاني ترك الفضاء لرواية واحدة ،خطيرة للغاية، وخاصة ان ما يُسرب ليس بسيطا وسهلا، وهذا بطبيعة الحال يفتح المجال واسعا للاجتهادات والمبالغات والتحليلات الموضوعية وغير الموضوعية..
لا يجوز افتراض ان الناس لن تعرف، وانها اذا عرفت فانها ستصمت، وستطوى هذه الصفحة دون ان تترك اثرا او ندوبا، هذا غير واقعي على الاطلاق، لا مفر من احترام عقل الناس و حاجتهم للحقيقة، المكاشفة والمصارحة والشفافية هي الحل وهي الطريق الوحيد للوصول الى بر الامان..
في حالتنا ونحن هنا نتحدث عن اوراق باندورا، التوقيت ليس بريئا البتة، ولكن هذا لوحده لا يرد على الاسئلة الكبيرة التي طرحت والتي تحتاج الى توضيح رسمي فوري وعاجل ومقنع..