jo24_banner
jo24_banner

التعديل الحكومي تكريس للفشل واضاعة للفرصة وخض للماء في شِكوة الوطن

باسل العكور
جو 24 :
 


غريب هذا التعامي  الكامل  عن رود الفعل واراء واتجاهات الرأي العام من قبل صناع القرار ، حتى ان البعض بات يعتقد بانهم  يتجاهلون عن قصد مواقف الناس وردود فعلهم لا بل يشتغلون عكسها ..والا كيف نفسر اليوم الحديث عن اجراء تعديل على حكومة بشر الخصاونة ، في الوقت الذي يطالب به الناس باجراء تغيير حكومي وفق معايير واليات مختلفة هذه المرة ؟!  لماذا يصممون على  تحدي ارادة الشعب  بهذا الشكل الفج ؟!!

صحيح ان القرار دستوريا   بيد الملك ، ولكن   لا بد ان  يُبنى هذا القرار على تقييم  موضوعي ومهني و اخلاقي  ، ويُحسم  استنادا لاسس ومعايير عادلة ،   وهذا للاسف لا يحدث ابدا .. 

 هل طُلب من الرئيس الخصاونة قبل تكليفه باجراء تعديل على حكومته ، او بعد الموافقة على اجراء تعديل وزاري طلبه بنفسه ، ان يُقدم للاردنيين وصانع القرار  جردة حساب ، ما الذي حققه  من انجازات طوال العام الذي  قضاه مسترخيا في الدوار الرابع ؟! ماذا عن بيانه الوزاري ، ما الذي تمكن من تحقيقه فعلا   من الالتزامات التي تعهد بالوفاء بها ؟ ماذا عن المشاكل المستعصية والازمات التي تعصف بالوطن ، ما هي الاختراقات التي  نجح في تحقيقها  في هذه الملفات الشائكة ؟! ونحن هنا نتحدث عن الملف الاقتصادي ، الفقر والبطالة والعجز والمديونية ،عن الاصلاح والحريات العامة والصحفية ، عن الواقع الصحي و جائحة كورونا ، عن الاقصى و علاقاتنا الاقليمية والدولية ، وعن وعن .... 
 
الم  تفشل لعبة الكراسي الموسيقية في انتشال البلد من دوامة اضاعة الوقت وتبديد الموازنات والامكانات والقدرات ،  الم يتسبب   توزير الاصدقاء والاقارب و المعارف والانسباء ، و قبل  هؤلاء جميعا اعضاء نادي المبشرين بالسلطة كابرا عن كابر ، وجيلا بعد جيل ، بتجذر الاختلالات واستعصائها على الحل ؟ !! 

هل يظنون ان الناس غافلون عما يجري ، راضون بما اصابهم ، مستسلمون بما سيصيبهم في المسقبل ، متصالحون مع حقيقة انهم مهمشون مهملون لا تكيل السلطة بصاعهم ، ولا تعبه لانطباعتهم و ردود فعلهم  ؟!!  لو كان هذا هو واقع الامر لما كان هناك ديمقراطيات في العالم ، ولظل الاقطاع والاوليجارش والاتوقراط والثيوقراط يحكم العالم الغربي حتى يومنا هذا ...

 الية اختيار الحكومات  تحتاج الى مراجعات جذرية ، و ذلك بعد الفشل الذريع الذي  تأثر به كل اردني جراء تلك الخيارات غير الموفقة..فهل نحن جاهزون لدخول المئوية الثانية فعلا ، ام اننا نراهن على ذات المقاربات التي اوصلتنا الى نهاية الطريق ، ونظن انها ستوصلنا الى سواء السبيل .. 





تابعو الأردن 24 على google news