مطار رامون مصيدة وليس بديلا عن الجسر.
كمال زكارنة
جو 24 :
يعتبر مطار رامون الاسرائيلي المقام على حدود محافظة العقبة الاردنية ،مخالفا لجميع القوانين الدولية الخاصة بالملاحة الجوية،ومخالفا لشروط السلامة العامة للطيران المدني ،ولم يوافق الاردن على انشائه وعارضه بشدة.
لكن كون الاحتلال الاسرائيلي فوق القانون الدولي والشرائع الدولية الاخرى،لا يخضع للمحاسبة ولا العقاب ويحظى بدلال خاص دوليا بفضل الرعاية الامريكية الشاملة والكاملة،فانه يحق له مالا يحق لغيره ومسموح له القيام بما يشاء ويرغب.
هذا المطار الذي انشيء بقرار احتلالي منفرد،يشكل مصيدة حقيقية وخطيرة لأبناء الشعب الفلسطيني،سياسيا وامنيا واقتصاديا وسياحيا وغير ذلك من المكائد والمصائد،ولا يمكن ان يكون بديلا عن جسر الملك حسين الذي يعتبر نقطة العبور الرئيسية للشعب الفلسطيني الى الاردن والعالم،اذ لا يجوز بالمطلق المفاضلة والمقارنة بين استخدام مطار العدو وبين استخدام جسر الملك حسين من قبل الشعب الفلسطيني،لا تجوز المفاضلة من حيث المبدأ والالتزام الوطني والقومي والثنائي والموقف السياسي،لان الالتزام الوطني ليس له ثمن ولا يقدر بثمن.
ومن النواحي الامنية فان استدراج المواطنين الفلسطينيين لاستخدام مطار رامون سوف تكون له عواقب وخيمة ،ففي البداية لوز وسكر وبعد ذلك سوف تبدأ الاعتقالات والمضايقات ومنع السفر وتسليم المسافرين لجهات دولية ورفع الكلفة وفرض الضرائب وغير ذلك من اعمال التضييق والاستفزاز،كما انه من النواحي الفنية واللوجستية ،لا يمكن ان يكون بديلا عن الجسر من حيث القدرة الاستيعابية لاعداد المسافرين ،اذ يستطيع الجسر استقبال آلاف المسافرين في الاتجاهين يوميا وهذا غير متوفر وغير ممكن في المطار الاسرائيلي.
لا يجوز بالمطلق مجرد التفكير باستخدام اية وسيلة اسرائيلية من قبل الفلسطينيين للسفر،ولا تجوز الثقة بالاحتلال والاعتماد عليه وتصديقه،فهو الذي يصنع الازمة والعذاب والمعاناة على الجسر لاجبار المواطنين على استخدام مطار رامون كخيار افضل لسفرهم،وهذا غير صحيح بالمطلق .
الهدف من انشاء مطار رامون منذ البداية ان يكون شبكة صيد لاغراض سياسية وسياحية وامنية واقتصادية ،وخلق حالة من القطيعة بين الشعبين الشقيقين الاردني والفلسطيني،والتحكم بحركة وتنقل الفلسطينيين وتواصلهم مع الوطن العربي والعالم عير الاردن،اي انه يستهدف الاردن وفلسطين في آن معا،ومعهما مصر ايضا.
مقاطعة مطار رامون واجب ومسؤولية وطنية وقومية ودينية واخلاقية وادبية فردية وجماعية،لأنه يهدف الى عزل فلسطين عن محيطها وعمقها العربي .