jo24_banner
jo24_banner

اسرائيل بالعناية الفائقة وفلسطين في المركزة

كمال زكارنة
جو 24 :

 كمال زكارنة.
لم تحظ دولة في العالم منذ بدأ تشكيل وتكوين الدول عبر التاريخ،بالدلال والرعاية والعناية والاهتمام الذي تحظى به اسرائيل،التي اتشأها الغرب بقيادة بريطانيا على ارض فلسطين المغتصبة،وما تزال تلك العصابات المجرمة التي سميت "دولة" زورا وبهتانا،تمارس جرائم القتل وسفك الدماء منذ اقامتها، والتوسع في ارض فلسطين،وتجد من يحميها ويدافع عنها ويوفر لها كل غطاء يلزمها قبل ان تطلب التغطية،ولا يوجد التزام من اي نوع ،يشبه ويماثل التزام الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اوروبا بحماية ورعاية وتأييد اسرائيل،ولم يحدث مرة منذ ستة وسبعين عاما ان تم اختراق هذا الالتزام،مهما بلغ حجم الجرائم والتجاوزات والاعتداءات الاسرائيلية،وخرقها القوانين والاعراف الدولية.
ونتيجة لذلك تنعم اسرائيل بالعناية الفائقة ،بينما تعاني فلسطين في العناية المركزة،وهي تواجه كل انواع الجرائم ومحاولات التصفية والمؤامرات .
اليوم ،وفي ظل حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ،التي يتعرض لها قطاع غزة،نجد فرقا كبيرا جدا في التعامل الامريكي والاوروبي مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي،الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه وحقوقه ،والاسرائيلي الذي منحت له الارض وسلب الحقوق وارتكب المذابح والمجازر ضد الفلسطيني.
امريكا صاحبة القرار والقول الفصل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،تتعامل مع نتنياهو باسلوب الطبطبة الخجول وعلى استحياء،ولا تحاول الضغط عليه بشكل جدي لاجباره على تقديم اي تنازل،فيما تتعامل مع الجانب الفلسطيني بالعصا والصاروخ والطائرة والدبابة ،والحصار المالي والاقتصادي ،والتصدي لكل تحرك فلسطيني وعربي ودولي ،في الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية ،السياسية والقانونية والقضائية والانسانية وغيرها.
الضغوط الامريكية والاوروبية تتركز وتنصب على الجانب الفلسطيني، لتقديم مزيدا من التنازلات من اجل وقف الحرب الاسرائيلية على غزة،بينما تطلق العنان لنتنياهو،وكأن الحرب فلسطينية على اسرائيل وليس العكس.
يعلم الجميع بما في ذلك الاسرائيليون ،ان نتنياهو يعطل ويعرقل التوصل لاتفاق حول صفقة التبادل،وآخر حركاته التخريبية للاتفاق،كانت يوم امس ،عندما شعر بامكانية التوصل لاتفاق عبر الوسطاء،خرج على العالم بطلب لا يمكن تحقيقه ،وهو ترحيل الاسرى الفلسطينيين الذين سيتم الافراج عنهم وفق الصفقة،الى قطر،وذلك لسببين،الاول افشال الصفقة والثاني احراج قطر والمقاومة .
رموز القوى السياسية الاسرائيلية ،يدركون ويعرفون جيدا،ان نتنياهو يعرقل ويعطل كل الجهود التي قد توصل الى اتفاق لانهاء الحرب على غزة،وكلما يبطل الوسطاء تعطيلا ويذللوا عقبة لنتنياهو،فانه ينتج عوائق جديدة تعيد الجهود المبذولة الى المربع الاول،حتى صرخ رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يهود باراك بأعلى صوته مطالبا المتظاهرين الاسرائيليين ،بمحاصرة الكنيست الاسرئيلي بشكل دائم حتى اسقاط نتنياهو،الذي اصبح يشكل عبئا ثقيلا على الاسرائيليين انفسهم.
لا حل مع حكومة الاحتلال الحالية الفاشية،الا بتغيير النهج الذي تتعامل به وتتبعه الادارة الامريكية في التعامل مع حكومة نتنياهو،واجراء مراجعة شاملة للسياسة الامريكية ازاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتصحيحها، وتعديل المواقف الامريكية من الصراع، بما يتوافق مع العدالة الدولية والتوازن، والوقوف في منتصف المسافة،بين فلسطين واسرائيل.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news