الرصيف المائي الامريكي في بحر غزة
كمال زكارنة
جو 24 :
حديث الرئيس الامريكي جو بايدن العاطفي الدعائي عن انشاء الممر او الرصيف المائي على شواطيء غزة ،وطلبه من الجيش الامريكي العمل على انجاز المشروع،يحمل في طياته الكثير من الاهداف والنوايا ،ويدعو لطرح العديد من التساؤلات ،والتوقف عند هذه الخطة التي تقفز عن كل المعابر البرية الموجودة اصلا، والاكثر سهولة والاقصر مسافة ،والتي تسمح بتدفق المساعدات المختلفة فورا وبكميات ضخمة،ولا تحتاج لانتظار شهرين او اكثر حتى يتم انجاز الممر المائي الموعود.
الاتفاق والتوافق الاسرائيلي الامريكي المسبق على انشاء الممر المائي ،بحجة ادخال كميات كبيرة من المساعدات الى قطاع غزة بواسطة السفن الضخمة،وبطريقة معقدة جدا من موانيء قبرص الى غزة،باشراف الجيشين الامريكي والاسرائيلي،يوحي الى وجود مخطط خبيث جدا مليء بالالغام المائية والبرية ، تعمل ادارة بايدن وحكومة نتنياهو على تنفيذه.
من المؤكد ان هذا الممر المائي الامريكي ،سوف يكون اللبنة الاولى والخطوة الاولى نحو السيطرة الامريكية الاسرائيلية الكاملة على بحر غزة،واستغلال حقول الغاز الضخمة فيه وسرقتها،وحرمان الشعب الفلسطيني منها وهي حق له،بعد احتلال البحر الفلسطيني عسكريا من قبل امريكا واسرائيل،اذا تقدر كميات الغاز في بحر غزة بترليونات الاقدام المكعبة ،وهي ثروة هائلة جدا سوف يستغلها الاحتلال الامريكي الاسرائيلي بالقوة والسيطرة العسكرية.
الهدف الثاني ضمن هذا المخطط الخبيث،هو جعل قطاع غزة يعتمد في الحصول على المساعدات ،على امريكا واسرائيل،فهذا يضع القطاع عمليا في قبضتهما طالما استمر احتلالهما لبحر غزة،ويلغي الاعتماد على الاونروا ويصفي وجودها في قطاع غزة ،مما يؤدي في النهاية الى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين،كما يمهد لسيطرة اسرائيلية عسكرية وامنية طويلة الامد على قطاع غزة ،والعبث بالقطاع جغرافيا وديمغرافيا.
الهدف الثالث والاكثر خطورة لهذا المخطط الخبيث جدا،هو ان تعود السفن الضخمة بعد افراغ حمولاتها من المساعدت الدعائية الكاذبة،في غزة ، محملة بالمواطنين الغزيين الى موانيء قبرص ،وتنفيذ مخطط التهجير الاجرامي لسكان قطاع غزة،الى مختلف دول العالم.
الهدف الرابع، ان الرصيف المائي سوف يبقي على قطاع غزة محاصرا من جميع الجهات،ومعزولا عن العالم ،وسوف يحوله الى سجن صغير ،بعد الغاء واغلاق المعابر البرية المؤدية اليه،وخنقه بشكل كامل والتحكم بتفاصيل الحياة للمواطنين الفلسطينيين داخل القطاع.
الهدف الخامس ،انشاء الرصيف المائي سوف يبقي حرب الابادة الجماعية الشاملة على قطاع غزة مستمرة دون توقف ،الى الوقت الذي تحدده امريكا واسرائيل الشريكتان الحليفتان في الحرب .
الاردن اول من ابتكر ونفذ الانزالات الجوية للمساعدات الطبية والغذائية لسكان قطاع غزة،كبدائل مستعجلة ومؤقتة للمعابر البرية التي يغلقها الاحتلال،ولانقاذ حياة البشر هناك،وليس كحل دائم لايصال المساعدات لمليونين ونصف المليون فلسطيني في القطاع،وعلى العالم ان يدرك ذلك ،ويعيد فتح وعمل المعابر كما كانت في السابق.
غريب جدا ذهاب واشنطن الى هذا الخيار،واجبار قطاع غزة على انتظار المساعدات كل هذه المدة اللازمة لانشاء الممر المائي،واعتماد عمليات الانزال الجوي لايصال المساعدات لسكان القطاع والاستغناء عن المعابر البرية،والانزالات لا تفي بواحد بالالف من احتياجات السكان هناك،وقد اصبحت هذه المساعدات سببا اضافيا للموت، وقتل المواطنين الذين ينتظرونها،اما بالقصف الاسرائيلي لهم ،او بسبب الانزالات الجوية الخاطئة من قبل بعض المشاركين التي تسقط على رؤوسهم فتميتهم،اذ لم يحصل مرة واحدة ان اخطأت طائرة اردنية بعملية انزال جوي للمساعدات،علمأ بأن الاردن اكثر دولة استخدمت وتستخدم هذا الاسلوب لا يصال المساعدات الى قطاع غزة.
المشروع الامريكي ليس بريئا ولا يمكن ان يكون كذلك،فهو مشروع استغلالي استعماري احتلالي تهجيري ،وتطهير عرقي،يجب الانتباه له جيدا.