الموت المرعب في غزة لم يأت بعد!!
كمال زكارنة
جو 24 :
حذرت دراسات علمية صحية صدرت عن مؤسسات ومراكز امريكية ،وعلى رأسها جامعة جونز هوبكنز المعروفة ،من ان استمرار الاوضاع الانسانية المأساوية في قطاع غزة ،الذي يتعرض لفرض حصار غذائي ومائي ودوائي وكهربائي ،ومنع الاوكسجين والوقود عن المستشفيات والمؤسسات الصحية الاخرى،للشهر الخامس على التوالي ،وتدمير وتعطيل جميع اسباب ومقومات الحياة،سوف يؤدي الى موت مئات الآلاف من الغزيين،في غضون اشهر قليلة،نتيجة للجوع وسوء التغذية وانتشار الاويئة والامراض المعدية ،وتشير دراسة صدرت عن جامعة جونز هوبكنز،الى احتمال موت نحو مئة الف من سكان قطاع غزة ،خلال الاشهر الستة القادمة ،بعيدا عن القتال ، وانما للاسباب المذكورة اعلاه.
كل هذه الدراسات والتوقعات ،من قبل مؤسسات امريكية ،وما قد ينتج عن اجتياح رفح من مذابح ومجازر، لم تحرك الادارة الامريكية،التي تتشدد الى جانب بريطانيا، في رفض وقف الحرب اكثر من نتنياهو، للقيام بدورها المطلوب من اجل انهاء الهولكوست في قطاع غزة.
ما يدعو للاستغراب والدهشة،ان رئيس وكالة المخابرات الامريكية،وليم بيرنز،سيقوم بجولة اوروبية لبحث التوصل لاتفاق صفقة التبادل بين المقاومة والاحتلال،علما بأن كل الامور بيد الادارة الامريكية ،اذا اراد البيت البيت الابيض اتمام صفقة التبادل،سوف تتم خلال دقائق،واذا اراد وقف الحرب سوف تتوقف خلال ساعات ،واذا اراد انهاء الصراع برمته سوف ينتهي خلال ايام،فلماذا اضاعة الوقت والقيام بكل هذه المسرحيات التمثيلية على حساب الدم الفلسطيني.
هناك رهان على الوقت ،وانتظار نتائج الضغط العسكري الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة،دون اي تفريق بين المدنيين والمقاومين،ومن غير اي اكتراث بحجم الخسائر البشرية من المواطنين الفلسطينيين.
اضافة الى ذلك،اجبرت الولايات المتحدة الامريكية ،برنامج الغذاء العالمي على وقف عمله في قطاع غزة ،كما فعلت قبل ذلك،على تعطيل خدمات الاونروا ايضا،بهدف احكام حصار التجويع و التعطيش لسكان القطاع المتمسكين بالبقاء في ارضهم،وخاصة شمال قطاع غزة.
اعلان نتنياهو عن خطته لليوم التالي بعد الحرب على غزة،ينسف ويجب كل ما قبله،من اتفاقيات وتفاهمات ويدفن ما يسمى بعملية سلام في الشرق الاوسط،ويثبت مرة اخرى انه غير معني بالسلام والاستقرار في المنطقة.
نتنياهو يرسم ويخطط ويقرر وينفذ ويتصرف لوحده،ولا يرى احدا امامه ،وما كان كل هذا ليحدث، لولا الدعم الامريكي اللامحدود للاحتلال،والحماية والرعاية الشاملة والكاملة التي توفرها وشنطن لتل ابيب ،والابادة الجماعية مستمرة ،ومئة الف من الضحايا وآلاف المفقودين الفلسطينيين،يبدو انهم لم يكملوا بعد، الرقم الذي يمكن ان يرضي الاحتلال وحاضنته الولايات المتحدة،ويضع حدا لانتقامهم.
واليوم غانتس ينافس نتنياهو في التطرف والتشدد ،ويتوعد بمزيد من المجازر والمذابح في رفح ،فهم يتقاسمون الادوار ويتبادلونها ولا فرق بينهم ،عندما يتعلق الامر بعدائهم للشعب الفلسطيني،لعلها تكون رسالة مفهومة ،للقوى والفصائل الفلسطينية المنقسمة.