نجاة"اسرائيل"والمنطقة بالخلاص من نتنياهو.
كمال زكارنة
جو 24 :
قتل نتنياهو رابين في عملية اغتيال يوم 4 نوفمبر 1995، خلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان «ملوك إسرائيل» (اليوم: ميدان رابين) في مدينة يافا "تل أبيب"،حيث أقدم اليهودي المتطرّف إيجال أمير على إطلاق النار على إسحق رابين،بتوجيه وتدبير من نتنياهو واليمين الاسرائيلي المتطرف،من اجل قتل عملية السلام في ذلك الوقت .
منذ ذلك الحين قتل نتنياهو السلام ودفنه ،وتفرغ للحروب والقتل وارتكاب المجازر والمذابخ والجرائم ضد الشعب الفلسطيني،وضم الاراضي والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ،وزيادة اعداد المستوطنين وتسليحهم ،وتشكيل ميليشبات ومجموعات مسلحة منهم ،وفرض الحصار على الاراضي الفلسطينية ،وعدم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني وبالاراضي الفلسطينية المحتلة ،واعتبارها اراض اسرائيلية خالصة،والعمل على اقامة سلام وعلاقات تطبيعية مع دول عربية وتجاوز القضية الفلسطينية ،ورفض اقامة الدولة الفلسطينية ،وعدم التعامل مع الفلسطينيين الا بالحرب والقتال والاعتقال وهدم البيوت والمنشآت ومصادرة الاراضي والضم وبناء المستوطنات وجدران الفصل العنصري،وتضييق الخناق الامني والاقتصادي والاجتماعي على الشعب الفلسطيني،والاعتداء على حياة الفلسطينيين وننمتلكاتهم ،وغير ذلك من اجراءات وقرارات عنصرية فاشية هدفها اجبار الفلسطينيين على الرحيل والتهجير القسري من وطنهم فلسطين.
اليوم يسعى نتنياهو الى تدمير الكيان المحتل تدميرا كاملا،من خلال مواصلة حرب الاستنزاف على الجبهتين الجنوبية في قطاع غزة والشمالية مع لبنان،التي يتكبد فيها جيش الاحتلال خسائر فادحة بالارواح والمعدات،ولم يكتف بذلك ،بل قام بارتكاب جريمة كبرى عندما اغتال القائد الفلسطيني اسماعيل هنية في طهران،وورط الكيان في حرب مؤكدة حتى الان مع ايران، وجبهات المقاومة في فلسطين واليمن ولبنان والعراق وسوريا ،وفتح على الكيان خمسة ابواب من جهنم ،وبكل تأكيد سوف يجر معه امريكا الى حرب اقليمية واسعة في المنطقة ،لا يمكن لاحد ان يرسم حدودها ونتائجها ومدتها ويحدد المشاركين فيها.
لقد ادخل نتنياهو الكيان في ورطة وازمة وجود حقيقية ،لا يستطيع الخروج منها ،كما يخطط ويشتهي،بل سيكون الخروج بالنسبة للكيان مكلفا جدا وباهظ الثمن ،ولن تنفعه كل الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان ،ولا عمليات الاغتيال التي قام بها ويخطط للقيام بها.
والكيان اليوم اصبح على كف عفريت ،فهو محاط بعدة جبهات من النار والجحيم بسبب سياسات نتنياهو وجرائمه،والكيان من الداخل في حالة مزرية ،عسكريا وامنيا واقتصاديا وماليا واجتماعيا ،فقد وصل الى حالة من الانهيار العام والشامل ،ولن تستطيع امريكا انقاذه ولا انتشاله من الغرق الذي غاص فيه،وما يزال نتنياهو يصر ويتمسك بقراره وموقفه المتشدد الرافض للتوصل الى اتفاق لوقف الحرب وصفقة التبادل ،واصبح واضخا للجميع ،وخاصة القادة الاسرائيليين والبيت الابيض،ان نتنياهو لن يوقف الحرب ،ولم يعد خيار امام امريكا، الا الدخول في حرب اقليمية في الشرق الاوسط الى جانب نتنياهو او التخلي عنه ،اما الخيار الاسرائيلي فهو وحيد ولا ثان له ،وهو التخلص نتنياهو من اجل انقاذ الكيان من الزوال المحقق ، كما اغتال هو رابين من اجل قتل عملية السلام آنذاك.
الخلاص من نتنياهو بأيدي اسرائيلية ضرورة ملحة وحل مناسب لمشاكل الكيان والمنطقة والعالم،ومصلحة عامة للجميع ،اذ لا يمكن للامن والاستقرار بالمنطقة ان يتحققا الا بالتخلص من نتنياهو وازاحته من المشهد كليا،الامر الذي سيريح الشرق الاوسط والعالم من هذا المجرم وافعاله الاجرامية ،قبل ان يقود المنطقة والعالم الى حروب اقليمية وربما عالمية .
الخلاص من نتنياهو القاتل المجرم، واجب اسرائيلي بحت قبل كل شيء،للحفاظ على امن واستقرار المنطقة ،وحماية الكيان من طوفان الجحيم المرتقب ،واذا اراد الاسرائيليون الاستمرار بالحياة عليهم اخفاء نتنياهو على الفور.
لقد اغلق القاتل نتنياهو كل ابواب ونوافذ التهدئة ،وبدأت الارتدادات والانعكاسات والنتائج المترتبة على جرائمه ومواقفه، ترتد على الكيان ،وتمزق نسيجه الداخلي بقوة ،ووصل قادة الكيان الى قناعة راسخة بأن انقاذ كيانهم، لا يتحقق الا بالخلاص من نتنياهو الى الابد.