2024-11-26 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

حكومة الخصاونة .. هل نحن بحاجة لتعديل ام اعادة تشكيل ام تغيير حتمي و ضروري ؟

باسل العكور
جو 24 :
 


تتداول اوساط سياسية مقربة من مطبخ صناعة القرار عن وجود رغبة لدى رئيس الحكومة بشر الخصاونة باجراء عملية اعادة تشكيل او تعديل موسع على الاقل ، بعد ما اشيع عن وجود خلافات بين اعضاء الفريق الوزاري ، وبعد فشل الحكومة في التعاطي مع الكثير من الملفات الهامة والحساسة ، وبعد ان تسبب عدد من الوزراء في احراج الحكومة و كشف ضعفها وعجزها عن اجتراح حلول و تسجيل منجزات فعلية على الارض ، وهي الرغبة التي ما زالت معلقة ولم تحظ للان بالقبول  والمباركة الملكية .. 

لا نعرف مدى دقة ما يجري تداوله ، ولكن هذا لا يمنع ابدا من مناقشة هذه السيناريوهات وتدارس جدواها ، و نحن امام حالة من الاستعصاء السياسي والاقتصادي تضعنا امام تحديات جسام ، وهذه تحتاج الى معالجات جراحية عاجلة ، وقرارات تتخذ دون ابطاء ،قبل ان تتفاقم الازمات وتستعصي على الحل .. 

سيناريو اعادة التشكيل او التعديل الموسع .. 

صحيح ، ان التعديل غالبا ما يساعد في  ضخ دماء جديدة في الحكومات الحيوية ، وقد يساهم في اطالة عمرها ، و خاصة اذا تم التعديل وفق اسس موضوعية بعيدة عن الشخصنة والمزاجية "هذا عذب فرات وذاك ملح اجاج "، و وفق تقييمات و مراجعات مرتبطة بالاداء والمساهمات .. و التعديل عموما يصبح ضرورة اذا ما تفجرت خلافات بين اعضاء الفريق الوزاري وسادت اجراء عدم التجانس والندية ، وهو ما تم ملاحظته في حكومة الخصاونة ، ولكن يبقى ان نجيب على سؤال الجدوى وما اذا كان اداء الحكومة بكليته مقبولا بالاساس حتى يكون التعديل مجديا و ضروريا لرفع سوية الاداء وتجويده وسد الثغرات المحدودة التي يتسبب بها عدد من الوزراء الذين يعرقلون المسيرة و يعيقون الانجاز ؟!! وهذا بطبيعة الحال لا ينطبق على حكومة بشر الخصاونة .. 

حكومة الخصاونة غارقة في التفاصيل اليومية ، وحل المشاكل الفرعية الناجمة عن الاداء الحكومي الهزيل ، وعدم قيام المسؤولين الحكوميين بواجباتهم ، لم نشهد قرارات استراتيجية تشتبك مع المشكلات الجوهرية التي يعاني منها الاردنيون كالفقر والبطالة والغلاء والمديونية والعجز  ، ناهيك عن  واقع الحريات و الاعلام و حقوق الانسان الاردني التي تسقط  جميعها -بعهد هذه الحكومة - في منعرجات مظلمة غير مسبوقة ، ولا ننسى العبث التشريعي الذي عارضته القطاعات ذات العلاقة بكل تشريع تبنته الحكومة ودافعت عنه وفرضته  ، وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر قانوني الاستثمار والمجلس الطبي ،  فالحكومة اقرب ما تكون الى حكومة تصريف اعمال ، يتخللها تشكيل لجان كثيرة  وتصريحات متفائلة عديدة لا نجد لها انعكاسات على الواقع .. 

ولذلك نقول ان التعديل لن يحل اي مشكلة ، ولن يساهم والحالة هذه ، في انعطافات تقلب المشهد ، وتعدل النهج وتغير الاليات والفلسفة التي ثبت انها ساهمت في تعميق المشكلات وتفريخ  الازمات .. 

التغيير الحكومي الضرورة المشروطة بانقلاب على النهج  العابر للحكومات 

في هذا السياق ، يطرح سؤال كبير ، ما جدوى التغيير الوزاري اذا استمر نهج  افقار الاردنيين العابر للحكومات ؟ ما جدوى التغيير اذا ما استمر النهج الجبائي الذي لم يساهم قيد انملة في سد العجز ، وسداد المديونية ، وخلق فرص عمل جديدة  ؟! 
ما جدوى اقالة او قبول استقالة  بشر  وتكليف  محمد او عبدالاله  او سمير او خليل ، اذا كانت النتيجة واحدة ، حكومات تصريف اعمال لا تجترح حلولا جذرية تنشلنا من واقع يسير بنا نحو الهاوية ؟!! 

ما نحن بامس الحاجة اليه اليوم ، هو ارادة سياسية حقيقية للشروع في اصلاحات سياسية واقتصادية ، يكلف بتنفيذها ذوات وطنية تمنح لهم كامل الصلاحيات لاتخاذ القرارات واجراء المراجعات الضرورية قبل اضاعة المزيد من الوقت والفرص ..
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير