2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

جمود سياسي

كمال زكارنة
جو 24 :

الاوضاع الساخنة جدا التي تسود الاراضي الفلسطينية المحتلة حاليا،لم تستطع اذابة الجليد الذي يغلف النشاط والحراك السياسي في المنطقة،وعلى غير العادة وغير المألوف ،لا يتوازى ولا يتناغم الفعل السياسي والدبلوماسي مع المشهد النضالي المقاوم المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة،اذ لا يكاد يمضي يوما ولا حتى ساعة واحدة دون مواجهات مسلحة ضد الاحتلال،سواء في حالات مهاجمة حواجز ونقاط ومستوطنات الاحتلال،او في حالات التصدي لاقتحامات جيش الاحتلال لمدن وقرى ومخيمات المحافظات الفلسطينية في الضفة المحتلة،والامر الطبيعي ان تفرض مثل هذه الظروف حراكا سياسيا نشطا على جميع الاطراف،وان تحرك المواجهات العسكرية العمل السياسي والدبلوماسي .
لا شك ان الاحتلال هو المعتدي في جميع الظروف والحالات والاوقات،لان مجرد وجوده في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبقاءه فيها ،يشكل عدوانا صارخا ومستمرا على الشعب الفلسطيني وحقوقه وارضه،والمقاومة الفلسطينية بجميع اشكالها ليست الا دفاعا مشروعا عن النفس والوجود والارض والحقوق.
تدخل الولايات المحتحدة الامريكية في ظروف وحالات محددة جدا وقليلة جدا في المنطقة،وغالبا لصالح الاحتلال،وانحيازها المطلق للكيان الغاصب،افقدها دورها والفلسطينيين والعرب فقدوا ثقتهم بها،واصبح اي موقف امريكي او فكرة او مشروع او طرح ،يخضع لفحص وتدقيق والتعامل معه بحذر شديد ،نظرا لغياب النزاهة الامريكية بشكل تام وعداءها المعلن للشعب الفلسطيني وانحيازها الكال للاحتلال،وهذا الامر يتطلب البحث عن دول مؤثرة غير الولايات المتحدة،يمكنها ان تقود العملية السياسية في المنطقة وترعاها، وان تكون وسيطا نزيها محايدا ، مقبولا من جميع الاطراف.
سقوط الدور الامريكي وفشله في تحقيق اي انجاز سياسي على الارض  ،فتح الابواب لتدخل دول اخرى اهمها الصين،التي حققت نجاحات سياسية تصالحية في الاقليم ،كان ابرزها عودة العلاقات السعودية الايرانية الى طبيعتها،وجاءت زيارة الرئيس الفلسطيني لبكين لمدة ثلاثة ايام،بدعوة من الرئيس الصيني،وبحث كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ،وامكانية تدخل الصين كوسيط ، لتشكل نقطة البدء لتحرك صيني مرتقب في المنطقة.
يبدو ان العرب توصلوا الى قناعة ،بأن الولايات المتحدة تتعامل معهم على انهم سوقا استهلاكية لمنتجاتها وصناعاتها وصادراتها ،وحقل تجارب لاسلحتها ومشاريعها الاجتماعية الهدامة، من خلال المنظمات غير الحكومية المنتشرة في الدول العربية ،التي تبث سموم الحضارة الغربية القذرة في المجتمعات العربية،التي تهدف الى هدم ونسف العادات والقيم والمباديء والاخلاق ونظام الحياة بشكل عام.
وانها تتعامل مع الثروات والمقدرات العربية على اساس نهبها ،ولا تنظر ابدا الى حقوق الشعوب العربية ،وتنصب نفسها وصية عليها،وتستغل الاموال العربية المكدسة في بنوكها لمصالحها الخاصة.
كل هذه الفوائد التي تجنيها، بل تستولي عليها الولايات المتحدة من الخيرات العربية،لا يقابلها شيئا للعرب،بل على العكس ،تقوم بنشر الفوضى الخلاقة في العديد من الدول العربية،واحتلال وتدمير اخرى وقتل الملايين من الشعب العربي.
الدولة الامريكية التي لم تصدر الا اسباب الخراب والدمار والاحتلال للامة العربية،لا بد من ازاحتها وازاحة نفوذها من المنطقة العربية ،اذ يكفي خمسة وسبعين عاما من التحالف الفاشل معها،فقد حان وقت تغيير التخالفات .
تابعو الأردن 24 على google news