مخيم جنين رمز المقاومة والصمود
كمال زكارنة
جو 24 :
يذكّرنا مخيم جنين اليوم الذي تبلغ مساحته الجغرافية واحد كيلو متر مربع،ومساحته النضالية تغطي مساحة الكرة الارضية ،بالكرامة وقلعة الشقيف وارض العرقوب..فتح لاند ،والفاكهاني وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا ..والقائمة تطول ،وكلها رموز تحمل نفس المعنى والرسالة والهدف ...مقاومة وصمود وتضحيات ،واصرار على النصر والحرية والاستقلال والعودة.
العدوان الذي يستخدم لاول مرة الطائرات الحربية الحديثة التي انتجتها الصناعات العسكرية الامريكية،في قصف مخيم جنين الذي ازاله عدوان الاحتلال عام 2002 عن الوجود واعيد بناءه مرة اخرى،يعني ان جيش الاحتلال ودباباته وآلياته عاجزون عن اقتحام المخيم قبل قصفه بالطيران والصواريخ والقنابل المدمرة،وهذا بحد ذاته اعتراف بقوة المقاومة، وانتقالها الى مراحل متقدمة ومتطورة في التصدي والصمود والقتال ،وحتى لو استطاعت اسرائيل احتلال المخيم،فان ذلك لا يعني انها انتصرت وان المقاومة انتهت او هزمت.
نتنياهو يدرك جيدا ان تحقيق استراتيجيته باجتثاث فكرة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كما اعلن قبل ايام،يجب ان يسبقها اجتثاث المقاومة ،وعدوان اليوم على مخيم جنين والمدينة وقراها ،يشكل بداية العمل على تحقيق تلك الاستراتيجية ،لان فكرة الدولة الفلسطينية لا تجتث الا بهزيمة الشعب الفلسطيني واجتثاث مقاومته واستسلامه ،فهل يستطيع الاحتلال تحقيق ذلك،يمكنه اذا استطاع قتل خمسة عشر مليون فلسطيني،لكن في الواقع الحالي المهدد بالاجتثاث هو كيانه فقط لا غير.
جنين ومخيمها وريفها ،بحاجة اليوم الى الاسناد والدعم الحقيقي والجاد،الاسناد الصاروخي الذي يسوق المحتلين الى زرائب الملاجيء،وليس الى الدعاء والتشجيع من على المدرجات.
الضفة الغربية بأكملها ومناطق الداخل الفلسطيني المحتل ،مطلوب منهم الوقوف الى جانب جنين ،واشعال الارض تحت اجساد المحتلين،اما قطاع غزة ،فعليه الواجب الاكبر ،فلا يقبل سكوته ومنع الفصائل من الرد القوي على اجتياح مخيم جنين والمحافظة،وهذا الصمت والمنع يضع علامات استفهام كبيرة وتساؤلات كثيرة عن الاسباب.
ولا يجوز بأي حال من الاحوال منح الاحتلال فرصة ووقت للقضاء على المقاومة في مخيم جنين ،بحجة ممارسة الضغوط العربية والدولية على قطاع غزة لمنع التدخل،ام ان هناك استجابة للتهديدات والتحذيرات الاسرائيلية.
من المؤكد ان الكيان لن يجرؤ على التورط في احتلال قطاع غزة ولا حتى الضفة الغربية بالكامل،لأنه يعرف ان المقاومة موجودة في كل منزل وحارة وشارع وحي ومدينة وقرية ومخيم ،فلن يغرق نفسه في وحل المقاومة وجها لوجه في حرب استنزاف دائمة ،فلماذا التردد بالمشاركة في المعركة فورا وتخفيف الضغط على جنين ومخيمها وقراها.
وعلينا ان ندرك ان المجتمع الدولي لن يقاتل نيابة عنا،ولن يتعدى تدخله اجراء اتصال هاتفي او اصدار تصريخ او بيان صحفي ،كما هو حال الموقف العربي.