jo24_banner
jo24_banner

جنين تكسر العدوان وتفشل اهدافه.

كمال زكارنة
جو 24 :
 
تحطمت اسطورة جيش الاحتلال وغطرسته وبلطجته على ابواب مخيم جنين ،وفقد زمام المبادرة العسكرية والامنية ،ولن يعد بمقدوره حسم المعارك التي يخوضها ولا نتائج اي عدوان يشنه على الشعب الفلسطيني،ولا التحكم بمجريات ونتائج ذلك العدوان،فهو يستطيع ان يبدأ المعركة لكنه يفقد القدرة على الفور في حسم نتائجها وطريقة سيرها وفي تقدير خسائره ،ومدى تأثير العدوان على المقاومة الفلسطينية.
اليوم وبعد هزيمة الاحتلال مرة اخرى في مخيم جنين،يجد الاحتلال نفسه امام مقاومة مختلفة تماما عن تلك التي واجهته وهزمته قبل واحد وعشرين عاما في نفس المخيم،بمعنى ان الاطفال الرضع في ذلك الوقت والاشبال الذين شاركوا او شاهدوا او سمعوا عن عدوان 2002 على المخيم ،هم الذين كسروا عدوان اليوم ومرغوا انوف المحتلين بقمامة المخيم.
المقاومة الفلسطينية اليوم وصلت الى نقطة اللاعودة،وسوف تكون في تصاعد مستمر ،حيث اخطأ العدو في تقديراته،ولم تكن في حساباته هذه القوة والقدرات الهائلة التي تمتلكها المقاومة،على صعيد الاعداد والتدريب والارادة والعزيمة،والبنية التنظيمية والتدريبية واللوجستية التي تتمتع بها،والوحدة الوطنية الميدانية بين جميع الفصائل التي شاركت في التصدي للعدوان وهزمته شر هزيمة ،والتي سيتم البناء عليها لاحقا ،وامكانية امتدادها من جنين الى باقي محافظات الضفة الغربية المحتلة.
الاشهر القادمة سوف تكشف حقائق مذهلة عن المقاومة الفلسطينية ،من حيث القوة والقدرات والفعل ورد الفعل،والانتشار والوصول الى عمق المدن الفلسطينية المحتلة عام 48 ،واشغال جيش الاحتلال واجهزته الاخرى،فلم تعد المقاومة الفلسطينية عبارة عن مجموعات مطاردة ،يستطيع العدو اصطيادها من خلال اجهزته الامنية وخاصة المستعربين،بل تحولت الى قواعد وتحصينات ثابته تستطيع الدفاع عنها وحمايتها ،والصمود والثبات فيها ،وهذا ما يقلق الاحتلال ويجبره على اعادة حساباته وقراءة المشهد من جديد.
تطور المقاومة وانتصارها اليوم على العدوان العسكري الذي استهدف مخيم جنين ،سوف يخلق حالة سياسية جديدة ،وسيفرض شروطا سياسية جديدة كلها لصالح القضية الفلسطينية،ونستيطع القول ان ما بعد هزيمة العدوان في جنين ومخيمها لن يكون الوضع كما كان قبل العدوان.
معركة مخيم جنين الباسلة اوجدت واقعا فلسطينيا جديدا بكل معنى الكلمة،عسكريا وامنيا وسياسيا،فقد رجحت الكقة لصالح الشعب الفلسطيني بعد النصر والانجاز العسكري الذي حققته المقاومة في التصدي للعدوان وكسره.
انتصار المقاومة في جنين والمخيم ،نسف استراتيجيات الاحتلال ومشاريعه واهدافه،وفي مقدمتها خطته في العمل على اجتثاث فكرة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة،حيث اعاد هذا الانتصار هذه الفكرة وبقوة الى واجهة الاحداث وتصدرت مطالب المجتمع الدولي كشرط اساسي للوصول الى حل حقيقي للصراع،وسوف تصبح هذه الفكرة مطلبا اسرائيليا صريحا وصارخا في المستقبل امام ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وهنا لا بد من التنويه الى نقطة استراتيجية في غاية الاهمية والتحذير منها،وهي ان فشل الاحتلال عسكريا في تحقيق اهدافه ،سوف يدفعه الى التخطيط للبحث عن بدائل اخرى غير عسكرية لتحقيق تلك الاهداف،ويأتي في مقدمتها محاولة خلق فتنة داخلية بين الفصائل الفلسطينية الملتحمة ميدانيا ، او بين تلك الفصائل مجتمعة من جهة ،وبين الاجهزة الامنية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية من جهة ثانية،لذا حذار من محاولة اظهار دور اي فصيل عسكري اعلاميا لوحده والغاء دور الفصائل الاخرى في التصدي للعدوان ومقاومته،يجب ان تكون لغة مواجهة العدوان والانتصار عليه موحدة وواحدة وان هذا الانجاز العظيم يحسب للمقاومة بكل فصائلها وتشكيلاتها العسكرية بغض النظر عن حجم العطاء لكل فصيل،وان تكون البيانات الصادرة عن الفصائل العسكرية بخصوص هزيمة العدوان مشتركة تحمل تواقيع الجميع، وان لا تكون منفردة ،تجنبا للفتنة ومن اجل افشال خطة العدو قبل ان تبدأ،واذا عقدت مؤتمرات صحفية يجب ان تكون بشكل جماعي ومشترك ،وان لا يعقد كل فصيل مؤتمرا صحفيا لوحده،وعدم اجراء مقابلات تلفزيونية خاصة تكشف اسرار بنية المقاومة من حيث القوة والقدرات واعتمادها على نفسها في انتاج وسائل المقاومة والدفاع والهجوم.
اسرار المقاومة يجب ان تبقة مكتومة ،والمعركة الامنية اهم بكثير من المعارك العسكرية،لان القدرات الامنية هي التي تحدد نتائج المعركة في الميدان اما نصر او هزيمة.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير