ياخيل الله اركبي و يا أرض كبري ... لله درك يا غزة
عدنان الروسان
جو 24 :
أيها الغزيون المجاهدون ... أعلى الله راياتكم و رفع شأنكم ، و شكر الله لكم ، لقد أثلجتم صدورنا و أدمعتك عيوننا فرحا ، اليوم يفرح المؤمنون بنصر الله ، اليوم استيقظنا أخيرا في العالم العربي على ما يشبه المعجزة ذهلنا و صدمنا و فرحنا و بكينا و ركضنا فسبقنا ظلنا من الفرح الممزوج بالألم المزمن ، نحن العرب كل العرب الذين يؤمنون بنصر الله ، و الذين يؤمنون بأن عدونا قد علا علوا كبيرا فأرسل الله عليهم عبادا له أولوا بأس شديد و هاهم يجوسون خلال الديار و كان وعدا مفعولا ، البعض متخوفون ، ماذا سيحصل لغزة بعد أن أدمت وجه العدو الصهيوني ، و بعد أن اتى الغضب الساطع من غزة و بينما كان العدو حتى مساء أمس يقيم الأفراح و الليالي الملاح في تدنيس المسجد الأقصى و بينما جنود دايتون الأمريكي و دايتون الفلسطيني يهاجمون الفلسطينيين و يساعدون العدو عليهم ، اليوم استيقظ الصهاينة على مالم يظنون أنه سيحدث و لا حتى في أشد كوابيسهم ، استيقظوا و لأول مرة على انتفاضة الضحية من بين يدي الجلاد ، استيقظوا على اسرائيل بدون مطارات و لا رحلات جوية و على قرى و مدن و تجمعات سكنية مجتاحة من قبل الفلسطينيين ، و لتفعل اسرائيل ما تفعل فقد تحقق النصر و سقطت أكذوبة الجيش الذي لا يقهر، و تبخرت آمال المتصهيونين من العرب.
اليوم و لأول مرن تدمع عيوننا فرحا بعد ان بقينا نبكي الما و خيانة و هزائم و شعارات عرمرمية أكثر من سبعين عاما ، اليوم تهنز الأرض تحت أقدام المطبعين و البائعين و تجار الأوطان و تتزلزل الأرض تحت أقدام الباحثين عن الإستكانة و السلام الوهمي مع بني قريظة و بني النضير ، اليوم نشعر لأول مرة بأن لله رجالا اذا أرادوا أراد ، اليوم نرى الغضب العربي آت لا يوقفه شيء و نرى الملائكة تتنزل مع المظلومين تقاتل معهم بينما بعض الأعراب من الماء الى الماء ما يزالون يبحثون عن أختراع دين جديد و بناء كنس كي نصلي مع كل حثالات العالم من الصهاينة ، اليوم صارت بلادنا لها اسم و أمتنا لها صوت ، اليوم لا ندري كيف يمكن أن يروا انفسهم في المرآة اولئك الذين كانوا يتبجحون بأنهم طردوا المجاهدين و وقعوا في حب المتكرشين الذين عادوا بلا رقبة لأن كل واحد يحب من يشبهه.
اليوم نقف و نحن نشعر بالفخر و الخزي معا ، نشعر بالفخر من اداء ابناء الأمة البطال ، العظام الذين يسطرون تاريخا جديدا لهذه الأمة التي مات الفرح في عيون ابنائها على ايدي ابنائها ، و بالخزي لأننا بعيدون لا نقدر على أن نكون بين أولئك الذين يسطرون كل هذا المجد العظيم ، يا أبناء غزة ، اعذرونا فعيننا بصيرة و ايدينا قصيرة ، يا أبناء غزة أنتم جند الله ، الا ان جند الله هم المنصورون و الغالبون و الفائزون في الدنيا و الآخرة ، يا أبناء غزة رفعتم رؤوسنا أعز الله نفوسكم و أعلى شأنكم و رفع مقامكم ، يا أبناء غزة المجاهدين .....
شكرا ....
adnanrusan@yahoo.com