المجتمع الدولي يناشد نفسه لوقف الحرب على غزة!
كمال زكارنة
جو 24 :
فيض المناشدات والدعوات الموجهة للمجتمع الدولي، للعمل على وقف الحرب العدوانية العسكرية الامريكية الاسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يتوقف ،منذ اليوم الاول للعدوان،وتنطلق هذه المناشدات والدعوات من اهم الدول في العالم،واكثرها قوة عسكريا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا،ومن جميع دول العالم الاخرى،باستثناء الكيان الغاصب لفلسطين،حتى بتنا نتساءل اي مجتمع دولي يناشدون ويدعون لوقف هذا العدوان،وهل ذلك المجتمع الدولي موجود على كوكب الارض ،ام في كوكب آخر.
اذا كانت كل دولة تناشد المجتمع الدولي ،والمنطق يقول ان ذاك المجتمع يتكون من تلك الدول التي تناشد وتدعوا وتصرخ وترفع الصوت وتحذر ،وفي مقدمتها روسيا والصين والدول العربية والاسلامية ،ودول العالم الاخرى ،والمنظمات والمؤسسات الدولية ،وعندما نجد كل هذه الدول تناشد بعضها البعض وغيرها في منظومة دول العالم التي تسمى المجتمع الدولي لوقف العدوان على قطاع غزة،فمن الذي يتحمل المسؤولية الانسانية والادبية والاخلاقية في العمل على وقف العدوان،وكل دولة تناجي الدول الاخرى،بمعنى انها ترمي بالمسؤولية على غيرها، وتتبرأ وتنأى بنفسها بعيدا عن ساحة العمل الحقيقية ،وبذل الجهد الفردي والجماعي من اجل وقف الحرب على الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لابادة جماعية ممنهجة في قطاع غزة.
الموقف الدولي من العدوان الامريكي الاسرائيلي على قطاع غزة، المتواصل للشهر الثاني على التوالي،يؤكد من جديد ان العالم ما يزال احادي القطب،وتحكمه وتديره وتسيطر على قراراته وتوجهاته ومواقف الدول،دولة واحدة فقط ولا نفوذ عمليا لغيرها،وهي الولايات المتحدة الامريكية التي تحكمت وامسكت بخيوط العدوان العسكرية والسياسية،ولجمت الجميع عن قول الحقيقة واتخاذ المواقف الصادقة والعادلة ،واسكتت معظم دول العالم ومنعتها من التعبير عن مواقفها الصحيحة، بالتهديد والوعيد والاغراء .
لا يوجد في هذا العالم من يتصدى لسياسة وسلوك ونهج الولايات المتحدة الامريكية ،وعالم القطب الواحد ما يزال كما هو لم يتغير ولم يتأثر بالحرب الروسية الاكرانية،والتركيبة العالمية ثابتة حتى الان،كما رتبتها امريكا.
المجتمع الدولي الذي يخاطب نفسه،ولا يستطيع وقف ابادة جماعية يتعرض لها شعب تحت الاحتلال يوميا ،وهذا الشعب المكلوم جزء من المجتمع الدولي ،لكنه لا يجد من يرفع الظلم والموت عنه،من الواضح انه فقد الكثير من القيم والمباديء ،وقبل كل شيء الشجاعة في قول كلمة حق ،في وجه دولة قاتلة حاقدة مارقة.