2024-05-13 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هدن بالقطارة ..ماذا بعد؟

كمال زكارنة
جو 24 :


توقفت الحرب مؤقتا، ودخل الجميع في مرحلة الحرب الساخنة، التي اقرب ما تكون الى عض الايدي والاصابع معا، ولم يعد هناك الا احد سيناريوهين اثنين، اما الاستمرار في تقطير الهدن مع الافراج المتبادل عن الاسرى المدنيين لدى المقاومة، مقابل الافراج عن فئات من الاسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، وصولا الى اطلاق سراح جميع الاسرى المدنيين الاسرائيليين لدى المقاومة مقابل معتقلين فلسطينيين من سجون الاحتلال، والابقاء على اسرى الاحتلال من الضباط والجنود العسكريين، وعند هذه النقطة، اما العودة الى الحرب، او الاستمرار في التفاوض من اجل الافراج عن العسكريين الاسرائيليين مقابل تبييض السجون والمعتقلات الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين جميعا دون استثناء.

واذا تم التوصل الى التوافق على التفاوض بشأن اطلاق سراح العسكريين الاسرائيليين مقابل تبييض السجون الاسرائيلية ،في ظل توقف القتال والحرب على قطاع غزة ،يكون الطرفان دخلا في هدنة طويلة،لأن المفاوضات هنا تحتاج الى عامين على الاقل،وفي هذه الحالة ،يمكن البناء بجهود عربية ودولية ،على مخرجات الحرب وتبادل الاسرى والمعتقلين ،الدخول في مفاوضات شاملة للوصول الى حل شامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مبدأ حل الدولتين،الذي يحظى بقبول وتأييد امريكي واوروبي ودولي عموما.

السيناريو الاقرب للتطبيق والمنطق والعقل،هو مواصلة تبادل الاسرى والمعتقلين في ظل هدن متفق عليها ،وصولا الى الهدنة الطويلة ،وهي وقف الحرب عمليا،والانتقال الى مرحلة التفاوض الحقيقية لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،وربما يتقدم هذا السيناريو على سيناريو استئناف الحرب ،رغم التهديدات التي يطلقها القادة العسكريون الاسرائيليون يوميا،مع الابقاء على خيار الحرب قائما،لأن العدو المحتل لا يؤتمن جانبه.

اسباب تقديم خيار الهدن على الحرب، ان العالم اجمع؛ شعوبا وحكومات، توصلوا الى قناعة بأن الرواية الاسرائيلية كاذبة ومزورة ومزيفة ،وان حرب الاحتلال على غزة عدوانية اجرامية ارهابية ،الى جانب الصمود الاسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني المتشبث بارضه رغم كل الخسائر الفادحة البشرية والمادية، والسبب الثالث ،فشل الاحتلال في تحقيق اي نصر او انجاز عسكري بعد خمسين يوما من الحرب المتواصلة على غزة، يضاف الى ذلك، الضغط الشعبي الاسرائيلي الداخلي وهو الاهم، على حكومة نتنياهو،والمطالبة بتخليص الاسرى لدى المقاومة ،الكل مقابل الكل، بمعنى تبييض السجون والمعتقلات الاسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين، وانقلاب الموقف الدولي من الحرب جذريا، على صعيد الشعوب والقيادات ،والتظاهرات الحاشدة في عواصم ومدن العالم الرافضة للحرب والجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ،والحرج الذي وقعت فيه الادارة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والدول الاخرى المؤيدة للاحتلال دون تحفظ.

هذه المرحلة مناسبة جدا ومواتية لدخول الصين وروسيا ايضا،ودول اخرى الى حلبة التسوية في الشرق الاوسط،وقد بدأت الصين بعض الخطوات العملية في هذا الاتجاه،ومنع تفرد امريكا بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي،رغم ان امريكا وحدها القادرة على التأثير في السلوك والمواقف الاسرائيلية.

الدول العربية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في العمل على استمرار وقف الحرب ،والانتقال الى مرحلة التقاوض،من خلال حشد التأييد الدولي لهذا التوجه، والضغط على الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي والدول الاخرى لفرض خيار وقف الحرب على الاحتلال، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

من جهة اخرى لا بد من دعوة لجان وفرق دولية متخصصة،ووفود اعلامية ، لزيارة قطاع غزة والاطلاع على ارض الواقع ،على حجم الدمار والخراب والجرائم التي قام بها الاحتلال في حربه على غزة ،واعداد الشهداء والمصابين والمفقودين تحت الانقاض والركام ،ولا يملك اهالي غزة المعدات اللازمة لاستخرجهم.


تابعو الأردن 24 على google news