jo24_banner
jo24_banner

دور امريكي عسكري وسياسي في الحرب!!

كمال زكارنة
جو 24 :


مشهد مثير جدا للالم والحزن والغضب والكراهية ،والعالم يشاهد مئات جثث الشهداء الفلسطينيين معظمها للاطفال والنساء تصطف على الارض ،وفي ساحات المستشفيات المدمرة ،وفي الطرقات وفي اماكن مختلفة من قطاع غزة، مدرجة بالدماء،بفعل العدوان العسكري الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة ،وهو ينهي الشهر الثاني دون توقف،وفي نفس الوقت ،نفس العالم يشاهد آلاف القنابل والصواريخ الامريكية الضخمة ،ذات القدرة الهائلة على التدمير والقتل ،تصطف على الارض تنتظر نقلها الى الطائرات الاسرائيلية امريكية الصنع،لقصف تلك الجثث التي كانت لأحياء قبل قصفهم.

جسر جوي بين واشنطن وتل أبيب ،لنقل الاسلحة والمعدات والذخائر لقتل ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة،وفتح جميع مخازن ومستودعات الذخائر والسلاح الامريكية في المنطقة ونقلها لاسرائيل لنفس الهدف والغاية،طيلة الستين يوما الماضية من عمر الحرب على غزة حتى الان،وما تزال مستمرة.

المسؤولون والمستشارون السياسيون والعسكريون الاميركيون،في غرف العمليات العسكرية الاسرائيلية،يشاركون في رسم ووضع الخطط العسكرية والسياسية ،والجنود الاميركيون في ميدان المعركة جنبا الى جنب مع جيش الاحتلال الاسرائيلي.

هذا هو الدور العسكري الامريكي في الحرب على غزة،رئيسي واساسي ومحوري ،تخطيطا وتنفيذا ومشاركة ، وتوجيها وتحريضا للاحتلال.

الدور السياسي ،لا شك ان الادارة الامريكية تبحث عن دور سياسي مقابل الدور العسكري،لكن الولايات المتحدة الامريكية فشلت فشلا ذريعا في انجاز او تحقيق اي دور سياسي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه،لسبب واحد وحيد،هو انحيازها المطلق للاحتلال الاسرائيلي وتبني روايته،وتوفير كل اسباب البقاء والقوة والتفوق العسكري للاحتلال على الجميع.

لم تكن الادارات الامريكية المتعاقبة ،نزيهة طوال 32 عاما مرت على عملية السلام في الشرق الاوسط،ولم تكن وسيطا محايدا منصفا،بل كانت كما هي الان، متنكرة للحقوق الفلسطينية والعربية،وتتبنى وجهة النظر والمواقف الاسرائيلية ،بل واحيانا تكون صهيونية اكثر تطرفا وتشددا ضد الحقوق العربية والفلسطينية من المحتلين انفسهم.

امام هذه الحقائق والوقائع ،عن اي دور سياسي تبحث الادارة الامريكية الحالية ،في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وهي اسرائيلية اكثر من الاسرائيليين،الا اذا كانت تعتقد ان بامكانها هي والاحتلال،فرض واقعا سياسيا جديدا،بناء على فرضيات يضعونها هم ، اهمها ، القضاء على المقاومة الفلسطينية، واستباحة الاراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني ،ويقررون شكل المرحلة القادمة سياسيا وجغرافيا وديمغرافيا، بما يخدم امن وسلامة وحماية الاحتلال ومستوطنيه،والمصالح الاميركية في المنطقة العربية والشرق الاوسط بشكل عام.

الدور الامريكي لن يكون مقبولا فلسطينيا،لان امريكا طرفا متساويا مع الاحتلال في العدوان والحرب على غزة،وتاريخيا ايضا ،ودورها سوف يكون مفروضا بالقوة ان استطاعت فرضه،وبهذه الحالة سوف يكون الدور مؤقتا ،وسيتم نسفه في اي فرصة مواتية.


 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير