المقاطعة.. الحرب لن تُحسم في ميدان المعركة قبل حسمها في ميدان النفوس
زكي بني ارشيد
جو 24 :
السؤال عن جدوى المقاطعة مثل السؤال عن جدوى المقاومة، ولانه ليس من الطبيعي ان يسأل احدٌ عن معنى وقيمة مقاومة الاحتلال، على الرغم من اختلال وتفوق موازين القوة العسكرية لصالح الاحتلال، فإنه وبذات المعيار لا معنى للسؤال عن جدوى المقاطعة لبضاعة العدو ومنتجاته الصناعية او الفكرية والثقافية وبخاصة في وقت الحرب.
يلجأ المواطنون بحسهم الفطري واستعدادهم النفسي لتفعيل سلاح المقاطعة للتعبير عن رغبتهم الجامعة، ومكنونات نفوسهم الوجدانية بوجوب المشاركة بالحد الادنى في إسناد المقاومة، وهو تعبير حقيقي عن اعلان التضامن مع صمود المقاومة وثبات الحواضن الشعبية في معركة الوجود، وليس الصراع من أجل الحدود.
صحيح ان العامل المؤثر في نهاية الحرب هو الانتصار العسكري في الميدان، لكن الصحيح ايضاً ان الحرب لن تحسم في ميدان المعركة قبل أن تُحسم في ميدان النفوس، وما فائدة التفوق في العدد العتاد لنفوس مهزوزة ومهزومة ،
فما ينفع الخيل الكرام ولا القنا...
إذا لم يكن فوق الكرام كرام.
المقاطعة هو التعبير الواضح لحالة الرفض والتمرد من الإنسان الحي الذي يبحث عن ذاته وكرامته ووجوده، اما الذي فقد الاحساس بقيمته وكرامته كإنسان تحت ذريعة الضعف فإنه عبء على الحياة والمجتمع وفاقدٌ لدوره في الحياة.
امبراطورية رعاة البقر الأميركية ولأنها تملك فائضاً كبيراً من القوة الباطشة خاضت منذ ما يسمى بحرب الاستقلال عام 1776 أكثر من 180 حرباً عسكرية خارج حدودها، ومع ذلك فلم تغفل عن خوض معارك من لون آخر من الحروب، مثل الحرب على الإرهاب علما بأنها - اي أميركا - هي صانعة الإرهاب واكبر راعي له، وما لا يحتاج إلى دليل فإن فشل واشنطن في حروبها ضد خطاب الكراهية ومن أجل كسب العقول والقلوب، وبخاصة بعد طوفان الأقصى الذي كشف عن ان الإرهاب الصهيوني في غزة ما هو إلا قرار الإدارة الأميركية وادوات الإدارة والجيش العبري.
المقاطعة ميدان آخر لافشال المخطط الصهيواميركي وعزله ومحاصرته كما ويشكل حقلاً للانتصار والتفوق الحضاري والإنساني، وإثبات الذات والوجود وحيوية الانتماء لامة تريد الحياة وتعشق الحرية والاستقلال والنهوض الحضاري.