فلسطين.. عقدة المستبدين
زكي بني ارشيد
جو 24 : يأبى البعض إلاَ أن يقلل من شأنه أمام الآخرين ناسياً او متناسياً ما نشأ عليه أو تربى على هديه وآثاره.. ويأبى هؤلاء إلا أن ينسى أو يتناسى تاريخه وأن يتنكر لماضيه وسنواته الأولى في مدارج صباه.. يتجاهلون مصيرهم ومستقبلهم وما سيورثونه لأبنائهم أو ما سيتركونه من أثر مكتوب "وذِكرٍ محفوظ.
فإن تجاهل أولئك تاريخهم وماضيهم فإن القيم والمبادئ والثوابت وحقائق التاريخ وأطراف الجغرافيا تُنكر عليهم أن ينساقوا وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء… وتشفق عليهم أن تكون عاقبة أمرهم إخلاداً إلى الأرض أو إنسلاخاً مما أوتوا من العلم"…
"كانت فلسطين ولا تزال قضية العرب والمسلمين الاولى لأنها آية من الكتاب من حفظها حفظته ومن ضيعها ضيعته، ومن خذلها خذلته وحاصرته وجعلت صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء أو تهوي به الريح في مكان سحيق".
كانت ولا تزال عقيدة في قلوب الأبطال قبل أن تكون وسام عز وفخار يزين صدورهم.
كم نادى منادي الجهاد عندما صدحت مآذن أقصى وكبرت القدس: "أن يا خيل الله اركبي الجهاد مع النبي.." وحيي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم… فصهلت لندائها فرسان عمان.. وهلَلت خيَالة السلط لنداء نابلس.. وعندما توعدت الخليل ثأرت الكرك.. وكم حمت سهول حوران واستقبلت أحضان أربد المجاهدين الأبطال من العرب والمسلمين المرابطين على ثغور القدس.
فلسطين لوحة الوجدان ومهوى أفئدة الشجعان من رباط المغرب إلى أعالي جبال القفقاس… كانت وستبقى رمزاً للامة ومنارة للحرية وشعلة التمرد على الاحتلال وشوقاً لنسائم الانعتاق من أغلال الذل والعبودية لبني صهيون وتصميماً أكيداً للتحرر من قيود القهر والاسترقاق التي فرضتها نواطير الحي والساهرون على أمن الاحتلال…
أيقونة الثورة واغنية العاشقين كانت وستبقى فلسطين… لأنها مشروع التحرر الإنساني من ظلم عظيم وعلو مستطير تحكم في رقاب البشرية" …
من أندونيسيا والشيشان ومن اليابان حتى بلاد الغرب، من المانيا وايطاليا ويوغسلافيا ومن أمريكا اللاتينية أتوا مدافعين عن الحرية وليسجلوا انفسهم بقائمة الشرف والتحرر الإنساني"…"
كم سمعنا عن أناس من أقاصي الأرض جاء أجدادهم للدفاع عن شرف الأمة وعن الكرامة والحرية لا تزول شواهد قبورهم تشعل فينا الأمل ولا زالت وبكل أسف شاهداً على تخاذل المتخاذلين… سواء منهم "من تنصل – بحسن نية أو سوء طوية – "من تكليف شرعي أو واجب وطني أو ضرورة قومية وكمالات إنسانية بحجة "التراب الوطني أو الهم المحلي" أو بناء "الدولة القطرية القوية المتمكنة"، فكانت تلك الدولة التي تذكرنا بألقاب مملكة في غير موضعها ولا تكاد تراها على الخريطة، كانت أولاً وليس لها ثانٍ… ويا ليتهم قدروا أو استطاعوا ولكنهم عجزوا… ذلك أن قواعد الصراع وضرورة الجغرافيا تأبى أن تترك هؤلاء وأولئك أن يبنوا وطناً قوياً أو دولة منيعة… فهم في أوهامهم يعمهون.
مع الدولة القوية بلا جدل ومع الوحدة من دون تردد ولكن طريق البناء لا يتحقق بمسالك الفساد والاستبداد أو مهادنة الأعداء الذين من شأنهم أن يحافظوا على بقاء النواطير وأن يحطموا مقومات النهوض.
في لحظة الغفلة تخلى نفر من أصحاب النظرية الانعزالية عن واجبهم عندما تسلل الوهن والخور إلى نفوسهم.. فخلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً… وانساقوا وراء أوهامهم خلف المستبدين واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.. فنزعوا عن صدرهم قلادة العز ومن قلوبهم نياشين الشرف ولهثوا وراء مغانم رخيصة" ليأخذوها من نواطير الحي تمنناً وإغداقاً وتكرماً… ويا حسرة عليهم" فلن يطول مسلسل الود بينهم وبين مستبد يخلع أزلامه ويستبدلهم كما يغير ملابسه ذلك أن لكل زمن دولة ورجال"…"
ستبقى فلسطين رمزاً للكرامة وسيبقى الأردن وطن الحشد والرباط وستبقى الأمة مرفوعة الرأس لا يضرها من خذلها من داخلها أو تآمر عليها من خارجها… حتى نفرح بالنصر وإنه لقريب…
قد تتلوى حبائل الشيطان في الوصول إلى شهوات النفوس وربما تتلون أساليب الالتفاف والنفاق إلا أن لوناً واحداً سيبقى هو الاصل.. وهو بياض القلوب العارفة والمتبصرة المستبينة…."
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"… وهم الفئة المنصورة وأصحاب القلوب السليمة. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم…
(القدس العربي)
فإن تجاهل أولئك تاريخهم وماضيهم فإن القيم والمبادئ والثوابت وحقائق التاريخ وأطراف الجغرافيا تُنكر عليهم أن ينساقوا وراء سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء… وتشفق عليهم أن تكون عاقبة أمرهم إخلاداً إلى الأرض أو إنسلاخاً مما أوتوا من العلم"…
"كانت فلسطين ولا تزال قضية العرب والمسلمين الاولى لأنها آية من الكتاب من حفظها حفظته ومن ضيعها ضيعته، ومن خذلها خذلته وحاصرته وجعلت صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء أو تهوي به الريح في مكان سحيق".
كانت ولا تزال عقيدة في قلوب الأبطال قبل أن تكون وسام عز وفخار يزين صدورهم.
كم نادى منادي الجهاد عندما صدحت مآذن أقصى وكبرت القدس: "أن يا خيل الله اركبي الجهاد مع النبي.." وحيي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم… فصهلت لندائها فرسان عمان.. وهلَلت خيَالة السلط لنداء نابلس.. وعندما توعدت الخليل ثأرت الكرك.. وكم حمت سهول حوران واستقبلت أحضان أربد المجاهدين الأبطال من العرب والمسلمين المرابطين على ثغور القدس.
فلسطين لوحة الوجدان ومهوى أفئدة الشجعان من رباط المغرب إلى أعالي جبال القفقاس… كانت وستبقى رمزاً للامة ومنارة للحرية وشعلة التمرد على الاحتلال وشوقاً لنسائم الانعتاق من أغلال الذل والعبودية لبني صهيون وتصميماً أكيداً للتحرر من قيود القهر والاسترقاق التي فرضتها نواطير الحي والساهرون على أمن الاحتلال…
أيقونة الثورة واغنية العاشقين كانت وستبقى فلسطين… لأنها مشروع التحرر الإنساني من ظلم عظيم وعلو مستطير تحكم في رقاب البشرية" …
من أندونيسيا والشيشان ومن اليابان حتى بلاد الغرب، من المانيا وايطاليا ويوغسلافيا ومن أمريكا اللاتينية أتوا مدافعين عن الحرية وليسجلوا انفسهم بقائمة الشرف والتحرر الإنساني"…"
كم سمعنا عن أناس من أقاصي الأرض جاء أجدادهم للدفاع عن شرف الأمة وعن الكرامة والحرية لا تزول شواهد قبورهم تشعل فينا الأمل ولا زالت وبكل أسف شاهداً على تخاذل المتخاذلين… سواء منهم "من تنصل – بحسن نية أو سوء طوية – "من تكليف شرعي أو واجب وطني أو ضرورة قومية وكمالات إنسانية بحجة "التراب الوطني أو الهم المحلي" أو بناء "الدولة القطرية القوية المتمكنة"، فكانت تلك الدولة التي تذكرنا بألقاب مملكة في غير موضعها ولا تكاد تراها على الخريطة، كانت أولاً وليس لها ثانٍ… ويا ليتهم قدروا أو استطاعوا ولكنهم عجزوا… ذلك أن قواعد الصراع وضرورة الجغرافيا تأبى أن تترك هؤلاء وأولئك أن يبنوا وطناً قوياً أو دولة منيعة… فهم في أوهامهم يعمهون.
مع الدولة القوية بلا جدل ومع الوحدة من دون تردد ولكن طريق البناء لا يتحقق بمسالك الفساد والاستبداد أو مهادنة الأعداء الذين من شأنهم أن يحافظوا على بقاء النواطير وأن يحطموا مقومات النهوض.
في لحظة الغفلة تخلى نفر من أصحاب النظرية الانعزالية عن واجبهم عندما تسلل الوهن والخور إلى نفوسهم.. فخلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً… وانساقوا وراء أوهامهم خلف المستبدين واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير.. فنزعوا عن صدرهم قلادة العز ومن قلوبهم نياشين الشرف ولهثوا وراء مغانم رخيصة" ليأخذوها من نواطير الحي تمنناً وإغداقاً وتكرماً… ويا حسرة عليهم" فلن يطول مسلسل الود بينهم وبين مستبد يخلع أزلامه ويستبدلهم كما يغير ملابسه ذلك أن لكل زمن دولة ورجال"…"
ستبقى فلسطين رمزاً للكرامة وسيبقى الأردن وطن الحشد والرباط وستبقى الأمة مرفوعة الرأس لا يضرها من خذلها من داخلها أو تآمر عليها من خارجها… حتى نفرح بالنصر وإنه لقريب…
قد تتلوى حبائل الشيطان في الوصول إلى شهوات النفوس وربما تتلون أساليب الالتفاف والنفاق إلا أن لوناً واحداً سيبقى هو الاصل.. وهو بياض القلوب العارفة والمتبصرة المستبينة…."
"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده"… وهم الفئة المنصورة وأصحاب القلوب السليمة. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم…
(القدس العربي)