ماذا يحمل بلنكن في جعبته؟
كمال زكارنة
جو 24 :
يقوم وزير الخارجية الامريكي انتوني بلنكن بجولة في الشرق الاوسط ،يزور خلالها عدة دول عربية،يقول انها تهدف الى تخفيف المعاناة الانسانية لاهالي قطاع غزة .
قبل ان نفتح جعبة بلنكن لمعرفة ما بداخلها ،يجب ان نعرف من هو بلنكن وما هي مواقفه من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ،ومن حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع بفعل الحرب الاسرائيلية المتواصلة للشهر الرابع على التوالي.
بلنكن ،كما صرح هو واعلن في عدة مؤتمرات صحفية من عدة دول على الهواء وعلى الملأ،دون تردد او خجل او وجل،انه يهودي صهيوني ،ويتعامل مع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وفقا ليهوديته وصهيونيته،وليس بصفته وزيرا للخارجية الامريكية ،وهو اول مسؤول امريكي ودولي زار اسرائيل بعد السابع من اكتوبر الماضي،واعلن وقوف الولايات المتحدة المطلق والكامل الى جانب اسرائيل ،وانها مع حق اسرائيل بالدفاع عن النفس ،ودعاها لابادة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والقضاء عليها تماما،وتدمير كل اسباب الحياة في القطاع،وابادة البشر والشجر والحجر ،وواصل الدعوة الى عدم وقف الحرب ،وزود اسرائيل بكميات هائلة من الاسلحة المختلفة ،واقام جسورا جوية لنقلها من امريكا واوروبا والشرق الاوسط الى اسرائيل،وهو الذي تجاوز الكونغرس والمؤسسات القانونية الامريكية واستخدم قانون الطواريء،لتزويد اسرائيل بكل ما تحتاجه من سلاح وذخائر بشكل مستعجل لابادة الفلسطينيين في قطاع غزة ،وهو الذي ما يزال يرفض ويعطل وقف الحرب ،وينتظر القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،رغم انه يشاهد منذ اليوم الاول للعدوان، ان الاطفال والنساء والشيوخ هم ضحايا الابادة الجماعية ،وان العدوان العسكري الاسرائيلي فشل حتى الان في نحقيق اي هدف عسكري على الارض،بل على العكس ،فان اسرائيل تتكبد خسائر فادحة بالارواح والمعدات ،لم تعد هي وامريكا قادرتان على تحملها،ولا الشارع الاسرائيلي ،كما ن العدوان لم يستطع حتى الان تحرير اسيرا اسرائيليا ولا امريكيا واحدا.
كل هذه المعطيات والمؤشرات ،التي تستند الى فشل العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة ،والصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني هناك،والمقاومة المستميتة للمقاومين الفلسطينيين دفاعا عن ارضهم وشرفهم وشعبهم،وخسائر الاحتلال الجسيمة،ضربت مفاصل القيادات السياسية والعسكرية الرئيسية للكيان الغاصب ، ودبت الخلافات فيما بينها وهي الان في حالة تراجع شديد،واصبح الكيان من الداخل على حافة الانفجار .
كل هذه الاسباب دفعت بلنكن للقدوم الى المنطقة للمرة الثالثة على الاقل منذ السابع من اكتوبر الماضي ،فلا احد يتوقع خيرا للشعب الفلسطيني من زيارة بلنكن ،وكل ما يحمله في جعبته سوف يكون لصالح الكيان الغاصب،ومحاولة لترميم وضع الكيان الداخلي ،وانقاذه من وحل ورمال غزة ،وتقليل الخسائر التي يتكبدها يوميا ،والتأكيد مرة اخرى على حزب الله وايران بعدم توسيع دائرة الحرب،وتحويلها الى اقليمية ،حفاظا على الكيان الغاصب وتجنيبه مزيدا من الخسائر البشرية والمادية.
لم يأت بلنكن لحماية القواعد الامريكية في سوريا والعراق والمنطقة،لانها لم تتعرض لتهديدات جدية وحقيقية ،بل جاء لانقاذ الاحتلال والعمل سياسيا ودبلوماسيا على تحقيق ما عجز عن تحقيقه عسكريا.
بلنكن يفكر فقط بمصالح الكيان وسلامته ،اما الشعب الفلسطيني وحقوقه وما يتعرض له من ظلم وقتل واعتقال وتهجير وتطهير عرقي ودمار وخراب جراء عدوان الاحتلال المستمر،لا يعني بلنكن نهائيا .
هذا الصهيوني اليهودي لا يجوز ان يلقى اي ترحيب في اي دولة عربية يزورها ،ولا التعامل معه كوسيط ،فهو طرف اساسي ورئيسي في قيادة وادارة وتوجيه وتسليح وتمويل الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية دون توقف.