jo24_banner
jo24_banner

لغة الغرب مع العرب

كمال زكارنة
جو 24 :
 
عندما يشعر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ،بأي تهديد للمصالح الغربية ،الاقتصادية او السياسية والامنية وغيرها في الوطن العربي،فان اللغة المفضلة لديه للتعامل مع الدول العربية هي لغة القوة ،للدفاع عن تلك المصالح ،وبالذات القوة العسكرية،بينما يتعامل مع دول اخرى في منطقة الشرق الاوسط والعالم،بلغات اخرى،مثل الدبلوماسية وفي اسوأ الاحوال،وفرض العقوبات والحصار الاقتصادي المخترق في كثير من الاحيان والحالات.

تساؤلات يطرحها الشارع العربي،عن اسباب السلوك الغربي العنيف مع الامة العربية،عندما يعمل على حماية مصالحه المختلفة في منطقتنا،ويلجأ دائما لخيارات استخدام القوة العسكرية،والتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة ،ويقوم بتحييد خيارات السياسة والدبلوماسية والضغط الاقتصادي ،كخيارات للحلول والعقاب.

في الحالة اليمنية ،حاول الحوثيون مناصرة غزة ،وتعرضوا للتجارة الاسرائيلية عبر البحر الاحمر،علما بأن البحر الاحمر ومضيق باب المندب عربية ،هبت اميريكا وبريطانيا لحماية المصالح الاسرائيلية والدفاع عنها بالقوة العسكرية،واسرائيل تمارس الابادة الجماعية في قطاع غزة منذ اكثر من ثلاثة اشهر ،ولا احد يدافع عن ضحايا الابادة من المدنيين والاطفال والنساء الفلسطينيين ،على العكس اميريكا وبريطانيا مع استمرار الابادة وعدم وقف الحرب على غزة،في الوقت الذي تدمران اليمن دفاعا عن سفينة اسرائيلية في عرض البحر،وتشاركان عمليا وفعليا في ابادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الى جانب اسرائيل.

هذه لغة استعمارية وسيطرة مباشرة وغير مباشرة على المنطقة،للتحكم بقراراتها ومقدراتها وثرواتها وفضائها ومياهها الدولية والاقليمية وممراتها البرية والجوية والبحرية.

اذا كانت المصالح الغربية في المنطقة العربية بهذه الاهمية الاستراتيجية،لماذا لا يستخدم العرب هذه المصالح لصالحهم وصالح قضاياهم ،وتكون وسيلة ضغط لهم وليس عليهم كما يحدث الان،لكن ما نراه هو العكس ،يتغول الغرب على امتنا العربية،بحجة الدفاع عن مصالحه وحمايتها ،وتدفع الامة ثمن المصالح وثمن حمايتها والدفاع عنها ،بعد ان تحولت الى ثقل عليها بدلا من ان تكون قوة رابحة في ايديها.

مصلحة الغرب الاستراتيحية في الشرق الاوسط هي اسرائيل،وما دونها الى الجحيم،لا يعنيهم احدا غيرها ،والدليل على ذلك موافقتهم على ازالة قطاع غزة من الوجود ،ومشاركتهم بذلك،ومحو القطاع عن الارض وعن الورق ومن الذاكرة ،لأن ايادي القطاع وصلت وجرحت رقاب الاحتلال الاسرائيلي،وهذا غربيا من المحرمات عقابه الموت ،اما مذابح ومجازر اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي لا تعد ولا تحصى ،فهي مجازة غربيا ودفاع عن النفس،هذه سياسة ولغة الغرب الاستعمارية الدموية التي يتعامل بها مع امتنا وشعوبها،والتي تثبت يوما بعد يوم بأن الحضارة الغربية ،اكثر حضارات العالم سوء وعنفا واجراما وقذارة وتسلطا.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news