jo24_banner
jo24_banner

اجماع عالمي على الدولة الفلسطينية

كمال زكارنة
جو 24 :

 
تشهد الساحة الدولية هذه الفترة اجماعا غير مسبوق ،على ضرورة واهمية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية،بصفتها الضمانة الوحيدة لأمن واستقرار المنطقة على المدى البعيد،واخذ العالم يعترف ويقتنع شيئا فشيئا بأن الدولة الفلسطينية، سوف تصبح مطلبا عالميا في قادم الايام، وحاجة اقليمية ودولية ملحة لشرق اوسط آمن ومستقر ومزدهر .

من الطبيعي ان تكون دولة فلسطين الناشئة والمنظورة ثمنا لكل التضحيات التي قدمها ويقدمها الشعب الفلسطيني ،وخاصة تضحيات قطاع غزة، التي لم يشهد لها العالم مثيلا ،في جميع الحروب التي حدثت عبر التاريخ،من حيث حجم الدمار والخراب واعداد الشهداء والجرحى والمفقودين،وكميات القنابل والصواريخ والمتفجرات التي القيت على مساحة قطاع غزة الاصغر في العالم والاكثر كثافة سكانية على وجه الارض ،جراء العدوان العسكري الاسرائيلي المستمر ،والذي دخل شهره الرابع دون توقف،بدعم امريكي وبريطاني وفرنسي والماني مياشر ،وشراكة حقيقية في القتال الى جانب اسرائيل.


غزة اليوم كسرت كل النظريات العسكرية ،والغت مفهوم السيطرة العسكرية الصهيونية في المنطقة،واثبتت ان هذا الكيان المصطنع من السهولة هزيمته وتهشيم جيشه،وقد فعلت المقاومة الفلسطينية ذلك،ولم تعد الاساطير المرعبة وخرافات الردع الاسرائيلي قائمة وموجودة،فقد تمكنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،من تحطيم وتهشيم جيش الاحتلال بكل ما يملك من اسلحة ومعدات وتكنلوجيا واعوان وحلفاء ومساندين ومؤيدين.
اليوم نجد الولايات المتحدة الامريكية التي اعتادت الهيمنة على العالم،وهي الطاغية الاكبر ،وهي تتحكم بجميع المؤسسات الدولية الحقوقية والقانونية والسياسية والقضائية،والانسانية وغيرها،وتجيرها كيفما تشاء خدمة لمصالحها ومصالح كيان الاحتلال،تطرح ظاهريا على الاقل مشروع اقامة الدولة الفلسطينية ،كمبدأ تعتبره الافضل لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،واحلال السلام في المنطقة ومواصلة مسيرة التطبيع العربي الاسرائيلي.

وعلى الولايات المتحدة ان تكون جادة في هذا الطرح بالشكل الذي يلبي الحقوق الوطنية المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني ،وليس كوسيلة دعائية اعلامية لتحقيق اهداف مرحلية ،تخدم الرئيس الامريكي وحكومة الاحتلال،لان الحكمة تقول ،حتى تقود العالم يجب ان تمتلك الاخلاق الى جانب القوة .

ويجب ان يعلم العالم،وفي مقدمته امريكا واوروبا ،ان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة،سوف تعزز التطرف وتغذيه في المنطقة،وان يتذكر ايضا ،ان في العالم العربي اكثر من اربعمائة مليون نسمة ،وفي الشرق الاوسط اكثر من خمسمائة وسبعين مليون مسلم ،وهؤلاء لا يمكن ان ييبقوا صامتين ازاء جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني،وجميعهم يعلمون ان الاحتلال يعيش ويقوى في الحاضنة الامريكية والاوروبية.

يضاف الى ذلك، تهديد المصالح الاستراتيجية للغرب في الوطن العربي ،سياسيا وامنيا واقتصاديا،وما يحدث الان في البحر الاحمر، افضل نموذج ومثال على اهمية وضرورة انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،وفق مبدأ حل الدولتين على اساس المبادرة العربية للسلام.

وهذا يتطلب اقتناع امريكا والغرب ،بأن اسرائيل لا يمكن ان تبقى فوق القانون الدولي،وخارج اطار المحاسبة والعقاب ،ولا بد من الضغط المباشر عليها بكل جدية .

وتثبت الاحداث اليوم،ان امريكا هي الخاسر الاكبر ،بعد ان تمكن نتنياهو من سحب بايدن الى مستنقع غزة،واغراقه فيه مع الحزب الديمقراطي ،وقدم افضل خدمة ممكنة للرئيس السابق ترامب ،للفوز في الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة من جهة،وكشف وجه امريكا الحقيقي بانها دولة مجرمة، وتدعم الاجرام والارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني،من جهة اخرى.
لقد كسبت امريكا كراهية الشعوب العربية والاسلامية والعالمية ،وفتحت الابواب مشرعة للنفوذ الروسي والصيني في المنطقة والعالم.
الكيان الغاصب اليوم في ورطة غير مسبوقة في تاريخه،العالم كله ضده باستثناء المجرمين امثاله،فهو يواجه دعاوى وشكاوى دولية ،في محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية ،على الجرائم وحربه الوحشية على غزة واحتلاله غير الشرعي للاراضي الفلسطينية منذ ستة وسبعين عاما.
لا مخرج ولا منجى للاحتلال وامريكا والغرب ،الا باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية .

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير