وقف تمويل اونروا.. خطة امريكية اسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية!
كمال زكارنة
جو 24 :
يمكن النظر الى قرارات الدول التي اعلنت وقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، والتي جاءت بناء على طلب اسرائيلي مباشر، من شقين.. الاول، يهدف الى تضييق الخناق والحصار الشامل على قطاع غزة ،كون الاونروا تعتبر الشريان الاخير والوحيد الذي يتغذى منه احيانا الغزيون ،وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي تعمل في قطاع غزة في هذه الظروف الصعبة جدا،وهنا تدخل هذه القرارات في سياق حرب الابادة الجماعية التي يتعرض لها مليونين ونصف الميلون فلسطيني في قطاع غزة،لتصبح الدول التي اعلنت وقف التمويل، شريكة بشكل مباشر في هذه الحرب علنا،لانها استخدمت سياسة التجويع والتمويت من خلال تجفيف مصادر الاونروا المالية .
الشق الثاني سياسي بامتياز،ووقف التمويل تسييس واضح للقرار،ويهدف الى ضرب عصب القضية الفلسطينية وعمودها الفقري، وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والتعويض،والتوطين في الدول المضيفة لللاجئين،تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية عموما.
اللاجئون الفلسطينيون هم الذخيرة الحية للقضية الفلسطينية ،وحق العودة مقدس ويزداد قداسة مغ مرور الزمن،ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الشاهد التاريخي على قضية اللاجئين وعنوانها العريض والكبير والراسخ ،وشعارها المرفوع في وجه الاحتلال ،الذي يرى هو وحلفاءه واعوانه ومؤيدوه ،بأن تصفية الاونروا ووقف اعمالها وخدماتها في مجتمعات اللاجئين ،سوف يؤدي الى تصفية قضيتهم وشطب حق العودة والتعويض، ومن ثم اجبار الدول المضيفة على توطينهم فيها،مما سيشكل اعباء اضافية عليها ،اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وسياسيا وديمغرافيا ،واحداث خللا في التركيبة السكانية لكل دولة ،ونقل المشكلة من قضية وصراع مع الاحتلال، الى مشكلة وقضية عربية داخلية.
الوكالة انشئت بقرار دولي ولن تصفى الا بقرار دولي مماثل،لكن بعد حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا،والحملة التي توجه اليوم ضد الاونروا،تستهدف القضية الفلسطينية برمتها،بعد ان فشلوا في جعل الوكالة وسيلة لتصفية قضية اللاجئين،هكذا هم ظنوها وارادوها ،لكن الامور جاءت عكس مشتهاهم وفشلت اهدافهم ومخططاتهم حتى الان.
ويمثل استهداف الاونروا عقابا جماعيا لجميع سكان قطاع غزة، لان 85 بالمئة منهم يعيشون على مساعدات الاونروا اي انهم مجتمع لاجئين، وتأوي الاونروا الان في قطاع غزة اكثر من مليون ونصف المليون لاجئ في حوالي 150 مأوى تابع لها ،ووقف التمويل سوف يؤدي الى اغلاقها جميعا ويلقي بهذه الاعداد في العراء.
اضافة الى كل هذه المخاطر ،سوف تنسحب هذه القرارات الدولية على عمل الاونروا في مخيمات اللجوء بالضفة الغربية في اي وقت ،اذا طلبت اسرائيل ذلك ،ولن تقتصر غلى قطاع غزة،وقد تصل الى جميع مجتمعات اللجوء في الاردن وسوريا ولبنان لاحقا،لانهاء خدمات الاونروا في جميع مناطق عملياتها الخمس.
الخطة الاسرائيلية الامريكية اصبحت واضحة تماما، وهي تهجير قسري لمليونين ونصف المليون فلسطيني من قطاع غزة ،بعد وضعهم امام خيار الموت او الموت كمرحلة اولى، وبعد ذلك الانتقال الى الضفة الغربية واتباع نفس الاسلوب وتنفيذ ذات المخطط.
هذا المخطط التصفوي الاجرامي يجب التصدي له بكل الطرق والوسائل والسبل الممكنة، لانه يستهدف الفلسطينيين وقضيتهم والدول العربية الاخرى.