jo24_banner
jo24_banner

حرب اسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة

كمال زكارنة
جو 24 :

امتدادا لحرب الابادة الجماعية والتدميرية التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي،تنقل اسرئيل الحرب بنفس الاسلوب والطريقة والادوات والوسائل والاهداف الى الضفة الغربية،وتقوم بعمليات الاقتحام والاغتيال والاعتقال والتدمير والتخريب والهدم ،وتقطيع الاوصال والحصار الاقتصادي ،والمداهمات الامنية الليلية والنهارية ،ولا تستثني مدينة ولا قرية ولا مخيم ،وتستهدف الكل الفلسطيني في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة،وتعزز تسليح المستوطنين ،واليوم تزودهم بقواذف صاروخية، الى جانب الاسلحة الفردية لمهاجمة سيارات وحافلات وشاحنات الفلسطينيين التي تسلك الطرق والشوارع القريبة من تجمعات المستوطنين والمستوطنات ،وكل هذا يصب في تحقيق هدف التهجير القسري والتهجير الذي يبدو طوعيا في ظاهره ،نتيجة هذه الاعمال الاجرامية الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

حكومة الاحتلال الحالية الاكثر تطرفا والاشد اجراما في فلسطين المحتلة،ترتكز الى اربعة اهداف رئيسية ،وهي تكثيف الاستيطان وزيادة اعداد المستوطنين ،وضم الضفة الغربية بالكامل الى الكيان المحتل،والتهجير الاجباري للشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه،واقامة الدولة اليهودية احادية القومية الخالية من العرب والفلسطينيين والمسلمين على ارض فلسطين التاريخية،وهي الان تعمل بكل ما تملك من قوة وتحالفات دولية على تحقيق هذه الاهداف.

امس قامت اجهزة الاحتلال الامينة والعسكرية بعملية استعراضية ،في مستشفى الرازي بمدينة جنين ،اغتالت خلالها ثلاثة شبان وهم على اسرة الشفاء ،يتلقون العلاج في المستشفى ،احدهم مصاب بشلل نصفي.

اين الحرفية الامنية والعسكرية والشجاعة والبطولة في مثل هذه العمليات،عندما تتنكر سرية كاملة مؤلفة من عشرة ضباط وجنود كوماندوز بالزي المدني الفلسطيني، ويمثلون بانهم مرضى ومراجعون وزوار لمرضى في المستشفى وقت الفجر ،وهم مدججون بالسلاح ويقتحمون غرف المستشفى التي يرقد بها الشبان، ويطلقون النار عليهم من كواتم الصوت ،وهم ممددون على الفراش، لا يملكون اي سلاح ولا قوة بدنية ولا اي وسيلة للمقاومة ،اين الشرف العسكري والاخلاق العسكرية في ذلك.

هذا السلوك الاجرامي لا يصدر الا عن المهزوم فاقد الهيبة والرجولة،لاته يستخدم القوة الضخمة والهائلة المفرطة ،ضد اشخاص عزل في المشافي والمدارس ومراكز الايواء وغيرها،اذ هل يوجد حالة انسانية اكثر ضعفا من شخص يتلقى العلاج على سرير الشفاء؟

جيش الاحتلال المهزوم عسكريا وامنيا ومعنويا،يحاول وهو يقوم بمثل هذه الاعمال الاجرامية ،فرض السيطرة والخوف والرعب على الشعب الفلسطيني الذي داس قوة الاحتلال تحت اقدامه ،ولم يعد ينظر لجيش الاحتلال والمستوطنين الا على انهم قطيع من الاغنام.

اسقاط الهيبة عن جيش الاحتلال شكل عقدة قاتلة لدى قادة الاحتلال العسكريين والامنيين والسياسيين،يعملون على حلها بشتى الطرق والوسائل دون جدوى.

منذ الانتفاضة الاولى عام 1987،اسقط الشعب الفلسطيني نظرية الجيش الذي لا يقهر،وها هي تتهاوى اسطورة هذا الجيش امام ضربات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

جيش الاحتلال فاشل بكل المقاييس والمعايير العسكرية والامنية ،وساقط اخلاقيا من الناحية العسكرية،فهو يحاول تعويض فشله العسكري والامني وهزائمه التي مني بها ،ويلاقيها يوميا في ميادين المواجهة،من خلال ضرب المدنيين وتدمير البنى التحتية ومهاجمة نقاط الضعف مثل المشافي والمدارس والجامعات والمساجد ومراكز الايواء والتجمعات السكانية المدنية وغيرها ،بحثا عن اي نصر او ما يشبه النصر ،لكن هذه الافعال تضيف عارا جديدا لهذا الجيش المجرم القاتل الى جانب عار الهزائم.

تسعى اسرائيل جاهدة لجر الضفة الغربية الى مواجهة عسكرية او شبه عسكرية،وعدم الدخول في مواجهة شعبية ،او انتفاضة ثالثة ،حتى تستخدم قوتها العسكرية الهائلة في ابادة اكبر عدد ممكن من ابناء الشعب الفلسطيني كما تفعل الان في قطاع غزة،وتدمير مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية ،وصولا الى التهجير القسري كهدف نهائي،لاستكمال المشروع الصهيوني في فلسطين التاريخية وما حولها.

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير