رفض المساعدات الامريكية الانسانية.
كمال زكارنة
جو 24 :
اعلن الرئيس الامريكي جو بايدن عن حزمة مساعدات مالية، لكل من اسرائيل واوكرانيا، وبعض الفتات كمساعدات انسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية كما قال.
تشمل تلك المساعدات اكثر من اربعة عشر مليار دولار لاسرائيل على شكل مساعدات امنية وعسكرية ،وعدة مليارت خصصها لمساعدة اوكرانيا في حربها ضد روسيا التي اقتربت من دخول عامها الثاني.
هكذا تقوم امريكا بدورها الحقيقي في تغذية مناطق الصراعات والتوتر والحروب ،تشجيعا للقتل والاجرام ،وتصعيدا للاعمال العدائية والكراهية وتعزيزا للخلافات الدولية ،وتحريضا على الاجرام والارهاب وارتكاب المجازر والمذابح بين شعوب العالم ضد بعضها البعض،في مناطق متفرقة من العالم.
تغدق امريكا على الكيان الغاصب لفلسطين ،بكل انواع المساعدات المالية والعسكرية والامنية ،ولا تتردد في تقديم كل ما يلزم لهذا الكيان لابقائه في حالة من التفوق العسكري والاقتصادي على جميع الدول العربية ودول المنطقة عموما،وتوفر له كل اشكال الدعم والحماية السياسية والاقتصادية والقانونية والقضائية في جميع المحافل والمنظمات والهيئات والمراكز والمحاكم الدولية ، ولا تتردد في القتال الى جانبه في اي حرب يخوضها ،كما هو حاصل الان في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا واليمن.
وبالنسبة للشعب الفلسطيني ،فقد اعلن بايدن،انه خصص ضمن نفس حزمة المساعدات المذكورة ،بضعة ملايين من الدولارات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية،على شكل مساعدات انسانية .
ان مثل هذه المساعدات في هذا الوقت وهذه الظروف، بالنظر الى الموقف والدور الامريكي في الحرب على غزة والضفة،تشكل حالة من الاذلال والاهانة المقصودة من الرئيس الامريكي للشعب الفلسطيني،لأن الوضع الانساني الذي وصل اليه الشعب الفلسطيني ،في قطاع غزة والضفة الغربية ،سببه الاول والرئيسي الولايات المتحدة الامريكية ،اما بشكل مباشر او غير مباشر، من خلال الاحتلال الاسرائيلي والعدوان العسكري الاجرامي والوحشي الامريكي الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ،لذا فان اصحاب القرار في قطاع غزة والضفة الغربية، يتوجب عليهم رفض هذه المساعدات الانسانية التي اعلن عنها بايدن للشعب الفلسطيني،وعدم تسلمها او استلامها ،بأي شكل كانت،نقدا او عينية او اي شيء آخر،وعلى بايدن ان يجبر اسرائيل على دفع الاموال المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية ،وهي اموال فلسطينية خالصة تسرقها اسرائيل او تسلبها من المقاصة الفلسطينية.
وقد سبق للادارة الامريكية ان اوقفت تمويلها للاونروا،بهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين والغاء حق العودة والتعويض،وجمدت مساعداتها للسلطة الوطنية الفلسطينية،بحجج واهية،لكنها استجابة صريحة وواضحة للمطالب الاسرائيلية ،بهدق حصار الشعب الفلسطيني ماليا واقتصاديا.
ان السياسة والمواقف الامريكية ،لا يمكن ان تكون لصالح الشعب الفلسطيني،وان حدث بعض التقدم فيها ،خطوة هنا وخطوة هناك، فانها ليست على حساب الدعم والاسناد الامريكي المطلق، للكيان الغاصب لفلسطين.
ادارة بايدن التي تعد اشهرها الاخيرة في البيت الابيض،لم تقدم شيئا للشعب الفلسطيني،وسارت على خطى ترامب مئة بالمئة،ولم تف بأي وعد او شعار انتخابي رفعته في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، التي فاز بها بايدن،بل على العكس، تفوق بايدن على ترامب في دعمه للاحتلال الصهيوني وفي
انتقامه من الشعب الفلسطيني وفي عدائه للحقوق والقضية الفلسطينية.
الطائرات والصواريخ والقنابل الضخمة والدبابات الامريكية الحديثة،هي التي فاقمت الاوضاع الانسانية للشعب الفلسطيني وزادتها سوء،ويأتي السيد بايدن ليمسح على رأس ضحيته الشعب الفلسطيني، بحفنة دولارات اذلالية مهينة،في الوقت الذي يمنع ويعارض توقف الحرب على غزة ،ويمنع وقف الابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بالسلاح الامريكي في الاراضي الفلسطينية.