jo24_banner
jo24_banner

اهمية الحراك الطلابي الامريكي في دعم الشعب الفلسطيني

أحمد ذيبان
جو 24 :


ربما تكون مرحلة الدراسة الجامعية أهم محطة في حياة الانسان ، من حيث تكوين الوعي والتعلم والتثقيف والطموحات والآمال العريضة التي يتطلع لتحقيقها الطلبة ، وبضمن ذلك النشاط السياسي من خلال العمل الحزبي والتفكير الجمعي .

أتذكر ونحن في تلك المرحلة من العمر، وعبر النشاط النقابي الطلابي المتمثل بالاتحاد العام لطلبة الاردن ، كم كانت الطموحات عريضة لجهة تغيير واقع الأمة العربية ، وتحقيق أهدافها في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية . ويزيد من فعالية هذا النشاط كون المرحلة الجامعية ، تتميز بروح الشباب والحماس والطاقة على الفعل .

ومن هنا يمكن النظر وتقييم الحراك الطلابي، الذي تشهده الجامعات الاميركية منذ أسابيع ، واتخذ أشكالا عديدة أهمها اقامة مخيمات اعتصام ، دعما للقضية الفلسطينية وللمطالبة بوقف حرب الابادة الجماعية ، التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة منذ حوالي سبعة أشهر ، وكما ارتدادات الهزات الارضية انتقلت تداعيات الحراك الطلابي الاميركي ، الى العديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا .

في التاريخ الحديث يسجل لطلبة فرنسا ،أنهم نزلوا الى الشوارع في عام 1968 يحتجون على استمرار الجنرال ديغول بحكم فرنسيا ، رغم ما قدمه من أجل شعبها وتحريرها من الاحتلال النازي ، خلال الحرب العالمية الثانية في أربعينات القرن العشرين . وحينها لم يكترث أحفاد الجنرال لما قدمه هذا العسكري المحنك ، من بطولات من أجل استقلال فرنسا الجديدة ، وبالنتيجة تمكنت الانتفاضة الطلابية من اسقاط ديغول ، أحد أعظم رؤساء الجمهورية الفرنسية في العصر الحديث .

لم تقتصر الاحتجاجات الطلابية في ذلك العام على استمرار ديغول في حكم فرنسا، بل اتسعت أيضا لتشمل الولايات المتحدة الاميركية ودولا أوروبية ووصلت الى دول المعسكر الشيوعي ، مطالبة بوقف حرب فيتنام التي كانت تشنها الولايات المتحدة ، وانتقلت عدوى الاحتجاجات الى النخب الثقافية والطبقة العاملة ، حيث استجابت اتحادات العمال الى دعوة الطلاب لدعم انتفاضتهم ، وأعلنت الاضراب ليوم واحد في 13 مايو 1968 ، وبدأ العمال في احتلال المصانع واتسعت الدائرة لتشمل معظم القطاعات الخدمية والصناعية وتشل الحياة في باريس.

لا شك أن هذه الحراكات الطلابية في أميركا وبعض دول الغرب ، أحد أهم نتاجات عملية "طوفان الاقصى" في 7 أكتوبر الماضي التي قامت بها المقاومة الفلسطينية ، وما أعقبها من حرب ابادة ومجازر جماعية ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي ، طالت كل مقومات الاحتلال في قطاع غزة ، ورغم شلال الدم الفلسطيني لكن بؤس ما قامت بها قوات الاحتلال، ارتد بشكل عكسي على أهداف هذه الحرب المسعورة ، التي تجاوز عدد ضحاياها حتى الان أكثر من 34 ألف شهيد ، وما يقارب 80 ألف جريح عدا آلاف المفقودين تحت الانقاض ، وكانت أهم تداعيات 7 أكتوبر اعادة القضية الفلسطينية الى صدارة أجندة السياسة الدولية ، بعد أن نسيها العالم لسنوات طويلة . فضلا عن تعميق الوعي بعدالة القضية لدى الأجيال الجديدة، في دول الغرب التي سيكون قادة تلك الدول منهم في المستقبل .والي ذلك كان من نتائج حرب الابادة التي تشنها دولة الاحتلال ، أن وضعت اسرائيل لأول مرة في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية .

وبذلك ساهمت المقاومة الفلسطينية ومعاناة سكان القطاع بأحياء القضية مجددا، من خلال دمائهم التي تكفي لتلوين مياه بحر غزة باللون الاحمر ، في مشهد يعيد للذاكرة تحول نهر دجلة باللونين الاحمر والأزرق ، بفعل دماء القتلى وحبر الكتب من المؤلفات النفيسة والقيمة ، في مختلف المجالات العلمية والفلسفية والأدبية والاقتصادية والاجتماعية ، بعد أن أضرم المغول النار في بيت الحكمة ، إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك ، بعد غزوهم لبغداد عاصمة الخلافة العباسية في عام 1258 ، فدمروها وأبادوا سكانها .

وفي نفس الوقت الذي نشيد فيه بالحراك الطلابي في الجامعات الاميركية والأوروبية ، المناصر للشعب الفلسطيني والذي يطالب بوقف حرب الابادة الجماعية التي تشنها اسرائيل ، نتساءل أين دور طلبة الجامعات والأكاديميين العرب في هذه المرحلة المفصلية ؟ وهم الأولى بالمبادرة في اطلاق شرارة الاحتجاجات ، وتحريك المشهد العربي الساكن أزاء ما يجري لأهلنا في قطاع غزة ، الذين يواجهون "محرقة" صهيونية غالبية وقودها من الأطفال والنساء ، فاقت بوحشيتها كل ما قيل عن المحرقة النازية !

Theban100@gmail.com

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير