الأزمة في سورية.. همّ أردني
فهد الخيطان
جو 24 : لم تعد الحرب الأهلية خطرا محتملا في سورية، فقد انزلقت البلاد إلى حالة الاقتتال الطائفي وفق تقدير مسؤولين أردنيين. لكن أكثر ما يثير قلق، لا بل فزع هؤلاء المسؤولين، هو الحضور القوي لتنظيم القاعدة في المشهد السوري الدامي.
المعطيات الاستخبارية لدى الجهات الرسمية تفيد بأن ما يزيد على ستة آلاف من عناصر تنظيم القاعدة المدربين دخلوا الأراضي السورية في الأشهر الأخيرة، جاء معظمهم عبر الحدود العراقية.
البيئة الأمنية الرخوة في سورية بعد الانتفاضة الشعبية، وتوظيف النظام السوري للبعد الطائفي في المواجهة مع المدن المنتفضة، منحا خطاب "القاعدة" وعناصرها فرصة التغلغل في البنية السورية.
تعرض تنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة لضربات موجعة، كان أبرزها مقتل زعيم التنظيم في العراق أبو مصعب الزرقاوي، والقائد العالمي للتنظيم أسامة بن لادن في باكستان. وعلى المستوى السياسي والدعائي، شكلت ثورات الربيع العربي تحديا ضخما لخطاب "القاعدة"، وبديلا لنهجها في التغيير. ومنذ أكثر من سنة، ظهرت علامات قوية على قرب اندثار "القاعدة" في المنطقة العربية، وتراجعت قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية في ساحات عملها التقليدية، خاصة مع تحسن القدرات الأمنية في العراق.
بيد أن تفجر الانتفاضة في سورية، والمسار الدموي الذي فرضه النظام هناك على الثورة، إضافة إلى تدخلات خارجية عديدة، أحيت آمال "القاعدة" من جديد.
كانت "القاعدة"، ولسنوات مضت، تحديا رئيسا للأمن الأردني. لكن هذا التحدي تراجع مؤخرا للاعتبارات سالفة الذكر، وها هو يعود من جديد على شكل كابوس يؤرق المؤسسة الأمنية.
أسوأ ما حصل من تدخلات في الأزمة السورية، من وجهة نظر مسؤولين أردنيين، هو تسهيل دخول السلاح بكميات كبيرة. فالأردن إلى جانب اعتراضه على فكرة التدخل العسكري في سورية، يرفض بشدة سيناريو تسليح المعارضة، ويرى فيه وصفة كارثية لحرب أهلية ستطال نيرانها دول الجوار.
لكن التسليح حصل على نطاق واسع في سورية، ومعه الآلاف من عناصر "القاعدة" المستعدين للقتال لأمد طويل، الأمر الذي يرجح تحول الأراضي السورية إلى حاضنة بديلة لتنظيم القاعدة، لن يقتصر نشاطها وفق التقديرات الرسمية على سورية، وإنما سيمتد إلى ساحات مجاورة.
لهذه الاعتبارات، تتجه عيون الأمن الأردني نحو الحدود السورية؛ تراقب كل صغيرة وكبيرة تحسبا من تسلل عناصر "القاعدة" من جديد إلى الأراضي الأردنية.
العملية في غاية التعقيد والصعوبة، نظرا للتداخل الكبير في النسيج الاجتماعي بين الجارين، ووجود تاريخ من عمليات التهريب في الاتجاهين. ومع التوقعات بصعوبة الحسم القريب في سورية، يأخذ التحدي الأمني طابعا استراتيجيا.
تعامل الأردن من قبل مع تحد مماثل على الحدود مع العراق. ورغم القدرات الأمنية الفائقة، تمكن تنظيم القاعدة العام 2005 من اختراق المنظومة الأمنية وتنفيذ هجوم إرهابي في قلب عمان، أودى بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء.
الخطر يطل برأسه من جديد، لكن من جهة الشمال هذه المرة، والفارق الوحيد أنه إرهاب يرتدي ثوب الربيع العربي.
الغد
المعطيات الاستخبارية لدى الجهات الرسمية تفيد بأن ما يزيد على ستة آلاف من عناصر تنظيم القاعدة المدربين دخلوا الأراضي السورية في الأشهر الأخيرة، جاء معظمهم عبر الحدود العراقية.
البيئة الأمنية الرخوة في سورية بعد الانتفاضة الشعبية، وتوظيف النظام السوري للبعد الطائفي في المواجهة مع المدن المنتفضة، منحا خطاب "القاعدة" وعناصرها فرصة التغلغل في البنية السورية.
تعرض تنظيم القاعدة في السنوات الأخيرة لضربات موجعة، كان أبرزها مقتل زعيم التنظيم في العراق أبو مصعب الزرقاوي، والقائد العالمي للتنظيم أسامة بن لادن في باكستان. وعلى المستوى السياسي والدعائي، شكلت ثورات الربيع العربي تحديا ضخما لخطاب "القاعدة"، وبديلا لنهجها في التغيير. ومنذ أكثر من سنة، ظهرت علامات قوية على قرب اندثار "القاعدة" في المنطقة العربية، وتراجعت قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية في ساحات عملها التقليدية، خاصة مع تحسن القدرات الأمنية في العراق.
بيد أن تفجر الانتفاضة في سورية، والمسار الدموي الذي فرضه النظام هناك على الثورة، إضافة إلى تدخلات خارجية عديدة، أحيت آمال "القاعدة" من جديد.
كانت "القاعدة"، ولسنوات مضت، تحديا رئيسا للأمن الأردني. لكن هذا التحدي تراجع مؤخرا للاعتبارات سالفة الذكر، وها هو يعود من جديد على شكل كابوس يؤرق المؤسسة الأمنية.
أسوأ ما حصل من تدخلات في الأزمة السورية، من وجهة نظر مسؤولين أردنيين، هو تسهيل دخول السلاح بكميات كبيرة. فالأردن إلى جانب اعتراضه على فكرة التدخل العسكري في سورية، يرفض بشدة سيناريو تسليح المعارضة، ويرى فيه وصفة كارثية لحرب أهلية ستطال نيرانها دول الجوار.
لكن التسليح حصل على نطاق واسع في سورية، ومعه الآلاف من عناصر "القاعدة" المستعدين للقتال لأمد طويل، الأمر الذي يرجح تحول الأراضي السورية إلى حاضنة بديلة لتنظيم القاعدة، لن يقتصر نشاطها وفق التقديرات الرسمية على سورية، وإنما سيمتد إلى ساحات مجاورة.
لهذه الاعتبارات، تتجه عيون الأمن الأردني نحو الحدود السورية؛ تراقب كل صغيرة وكبيرة تحسبا من تسلل عناصر "القاعدة" من جديد إلى الأراضي الأردنية.
العملية في غاية التعقيد والصعوبة، نظرا للتداخل الكبير في النسيج الاجتماعي بين الجارين، ووجود تاريخ من عمليات التهريب في الاتجاهين. ومع التوقعات بصعوبة الحسم القريب في سورية، يأخذ التحدي الأمني طابعا استراتيجيا.
تعامل الأردن من قبل مع تحد مماثل على الحدود مع العراق. ورغم القدرات الأمنية الفائقة، تمكن تنظيم القاعدة العام 2005 من اختراق المنظومة الأمنية وتنفيذ هجوم إرهابي في قلب عمان، أودى بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء.
الخطر يطل برأسه من جديد، لكن من جهة الشمال هذه المرة، والفارق الوحيد أنه إرهاب يرتدي ثوب الربيع العربي.
الغد