أردنيتنا ثقافة متجذرة فينا
الاردنية .. من وجهة نظري ثقافة يجب أن تكون راسخة في قلوب وعقول وسلوك كل من يعيش على تراب الاردن ويخلص له .. وهي ممارسات عملية لتحقيق كل ما فيه الخير والتقدم والنماء للاردن .. والاردنية بمعانيها ومضامينها الكبيرة .. ودلالاتها النبيلة وأبعادها العميقة هي ليست أقوالاً وثرثرة وشعارات ترفع في الفراغ لتحقيق أهداف وغايات هي أبعد ما تكون عن السلوك والممارسة العملية الحقة المجسدة لهذا الحب في العقل والقلب .. في الوعي والوجدان .. بل أن هذا الحب ينشأ مع الإنسان من الصغر ويكبر معه قيماً وأخلاقاً متحولاً من الأقوال إلى الأعمال متجلياً في جهود وعطاءات حقيقية صادقة لخير الاردن ونمائه وبنائه وتطوره، سياسياً واقتصادياً وثقافياً يمضي صوب غد أكثر تقدماً ورقياً ينعم كل أبنائه بخيره ورفاهيته.
إن الاردنية كثقافة نفخر ونتعتز بها تعني أشياء كثيرة يجب أن تنعكس في سلوكنا وواجباتنا نحو الاردن .. فهي تعني احترامنا للقانون، وأن نعرف واجباتنا قبل أن نطالب بحقوقنا، كما تعني المحافظة على المال العام وممتلكات الدولة، وأن تكون شوارعنا نظيفة، وأن يكون عملنا منتجاً وجيداً، وأن نحترم الآخر مهما اختلفنا معه ، وأن نلتزم بالقوانين .. وأن نحرص على تطوير أنفسنا وقدراتنا من أجل خدمة ورفاهية الاردن .
اردنيتنا أن يشعر كل مواطن بأن مصلحته تكمن في مصلحة الاردن .. وأن الاردن بأبنائه وأن كل اردني لا يكبر إلا بإكباره باردنه .. ولا عزة ولا كرامة له إلاّ بعزة وكرامة اردنه وأنه لا سبيل لتطور هذا الوطن إلا بتضافر جهود أبنائه وإخلاصهم في الولاء له.
الاردن .. ليس المكان الجغرافي الذى نسكن فيه، بل هو ذلك الانتماء العميق الذي لا يمكن فيه فصل الإنسان عن وطنه ،لأنه قطعة غالية منا تكتحل عيوننا بأضواء شمسه وإشراقه ومعطياته، فينبغي أن يكون حبنا له ثقافة راسخة في قلوبنا وأرواحنا ومشاعرنا, نخلص له ونبرّ به وندرأ عنه الشرور ونتفاعل مع مستلزماته ونهوضه وتطوره تفاعلاً إيجابياً ونعمل على نشر ثقافة حبه بين أبنائه وأجياله من خلال مؤسساتنا التعليمية والثقافية والإعلامية، ليظل الاردن دوماً وأبداً في سويداء قلوبنا أنشودة عذبة، وثقة ومحبة , ونعمل جميعاً بكل عزم وإصرار وتضحية وتفانٍ من أجل أن نحقق له الخير والتقدم والنماء.