ذكرى سقوط جدار برلين .. عبرة
فيصل تايه
جو 24 : اليوم التاسع من تشرين الثاني ذكرى سقوط جدار برلين .. ففي هذا التاريخ من عام 1989 كان ايذانا بتفكك الستار الحديدي لنظام اصبح يترنح أمام ارادة الشعوب الحرة المقاومة الرازحة تحت حكم انظمة قمعية مستبدة فقد كان النظام الشيوعي في أوروبا الشرقية يعيش أيامه الأخيرة حين سبق هذا الحدث عدة إرهاصات فقد شارك الملايين من الناس في مظاهرات سلمية ضد تلك الأنظمة القائمة وبدت الشيوعية وكأنها تتلاشى.. وحينها تبين ان أنظمة الحزب الواحد خنقت حقوق الإنسان والحريات السياسية وانها وصلت إلى نهايتها.
لقد شكل سقوط جدار برلين فاتحة لحركة التحرير القومي واثبات واقعي بان قوى الطغيان لم تعد سوى كابوس يتلاشى تأثيره اما ارادة الشعوب الحرة فقد كان جدار برلين شيئًا ملموسًا يضرب بين نصفي برلين، قاسمًا كل من سطح المدينة وقاعها، خالقًا عدد من محطات قطار الأنفاق المهجورة ومئات الأمتار من السلك الشائك في أنفاق المدينة.
تبت بالفعل أن الأنظمة الشمولية أنظمة فاشلة لأنها تكافح لآخر نفس للمحافظة على البقاء فهذه مسألة استراتيجية وهذا سر رفض النظام الشمولي أي محاولة إصلاح لان ذلك ليس في صالحه بل إعلان لموته .. ومتى فتح الباب للتغيير عصفت به الريح فانتهى وهذا له علاقة بقانون التغيير الجيولوجي السياسي ، فكما تعيش الذبابة أياماً كذلك الحال في عمر الأنظمة الشمولية فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
في المانيا الشرقية كان قد خرج الناس أفواجا ، فهاجر الحرفيون والعلماء والمثقفون والشباب الطموح، فاقادت البلاد إلى الإفلاس في زمن يزيد وينقص. لانهم اقتنعوا ان ما يبقى على الحكم الشمولي على قيد الحياة هو الأمل الكاذب فلا يموت فيها الإنسان ولا يحيا. وبذلك تحول الملايين الذين هربوا من الحكم إلى ممولين له بالعملة الصعبة بنهر من ذهب من حيث أرادوا التخلص منه. ولو نزح الناس من البلد وقطعوا الشرايين المغذية له لانهار النظام ميتا بفقر التروية. ولكن ملايين المهاجرين المغفلين يفعلون العكس، فيحافظون على ثبات عملة مفلسة بالتحويلات الثابتة بالملايين بنهر من ذهب فيبقون على جثة ميتة من حيث يريدون دفنها.
وفي النهاية انقبر النظام وتدفقت الجماهير فرفعت الحواجز وأخذت المعاول تنهال بها على الجدار اللعين بلحظة عين. فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين. وحدث كل ذلك بثورة سلمية لم يمت فيها شخص واحد وإنما بالهتاف والدموع وهم يقبل بعضهم بعضا وبفائض من الحنان تخزن عبر نصف قرن فتدفقت الدموع بأشد من مياه السيل بعد انهيار سد برلين؟
عبرة .. فاين نحن من ذلك ؟
لقد شكل سقوط جدار برلين فاتحة لحركة التحرير القومي واثبات واقعي بان قوى الطغيان لم تعد سوى كابوس يتلاشى تأثيره اما ارادة الشعوب الحرة فقد كان جدار برلين شيئًا ملموسًا يضرب بين نصفي برلين، قاسمًا كل من سطح المدينة وقاعها، خالقًا عدد من محطات قطار الأنفاق المهجورة ومئات الأمتار من السلك الشائك في أنفاق المدينة.
تبت بالفعل أن الأنظمة الشمولية أنظمة فاشلة لأنها تكافح لآخر نفس للمحافظة على البقاء فهذه مسألة استراتيجية وهذا سر رفض النظام الشمولي أي محاولة إصلاح لان ذلك ليس في صالحه بل إعلان لموته .. ومتى فتح الباب للتغيير عصفت به الريح فانتهى وهذا له علاقة بقانون التغيير الجيولوجي السياسي ، فكما تعيش الذبابة أياماً كذلك الحال في عمر الأنظمة الشمولية فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
في المانيا الشرقية كان قد خرج الناس أفواجا ، فهاجر الحرفيون والعلماء والمثقفون والشباب الطموح، فاقادت البلاد إلى الإفلاس في زمن يزيد وينقص. لانهم اقتنعوا ان ما يبقى على الحكم الشمولي على قيد الحياة هو الأمل الكاذب فلا يموت فيها الإنسان ولا يحيا. وبذلك تحول الملايين الذين هربوا من الحكم إلى ممولين له بالعملة الصعبة بنهر من ذهب من حيث أرادوا التخلص منه. ولو نزح الناس من البلد وقطعوا الشرايين المغذية له لانهار النظام ميتا بفقر التروية. ولكن ملايين المهاجرين المغفلين يفعلون العكس، فيحافظون على ثبات عملة مفلسة بالتحويلات الثابتة بالملايين بنهر من ذهب فيبقون على جثة ميتة من حيث يريدون دفنها.
وفي النهاية انقبر النظام وتدفقت الجماهير فرفعت الحواجز وأخذت المعاول تنهال بها على الجدار اللعين بلحظة عين. فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين. وحدث كل ذلك بثورة سلمية لم يمت فيها شخص واحد وإنما بالهتاف والدموع وهم يقبل بعضهم بعضا وبفائض من الحنان تخزن عبر نصف قرن فتدفقت الدموع بأشد من مياه السيل بعد انهيار سد برلين؟
عبرة .. فاين نحن من ذلك ؟