عودة البلطجية
جهاد المحيسن
جو 24 : شارفنا على إتمام العام الثاني لانطلاق مسيرة الحراك الشعبي، الذي يسجل له أنه حراك واع مستشرف لهموم الوطن، يعلق آمالا كبيرة على أردن ينعم بمستقبل أفضل، رغم كل الدعايات التي تشاع ضده وتحاول تنفير الناس منه، واتهامه بالتآمر على البلد وخلق الفوضى، وتلقيه الدعم المادي من هذه الدولة أو تلك، لتحقيق مشروعه التآمري!
كل الوسائل التي انتهجها البعض ممن يخافون التغيير لتحويل مسار الحراك من حراك سلمي إلى حراك غير سلمي، أحبطها شباب الحراك الواعون والمصرون على تحقيق التغيير، رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم، ورغم القوى المضادة التي تحاول تقديم صورة مشوهة عنهم، والتي تسعى بكل قوة إلى خلق صراعات جانبية لم تؤد نتائجها المطلوبة.
ورغم هذا التحرك السلمي، ما يزال الناشطون في الحراك يتعرضون للتهديد والاعتداء. وهذه التهديدات والاعتداءات هي لنقل الحراك من السلمية إلى العنف. ولكن، لمصلحة من يسعى هؤلاء إلى تحويل الحراك عن مساره السلمي؟ بالضرورة ليس لمصلحة الوطن.
كنت يوم الجمعة الماضي في الطفيلة، حيث شاركت في مسيرتها الأسبوعية. الشعارات التي أطلقتها المسيرة لا تختلف كثيرا عن باقي المسيرات على مدى هذه الفترة الطويلة. ولم يحدث أي تغيير حقيقي على أرض الواقع في الطفيلة على صعيد قضايا التنمية، والوعودات التي أطلقتها الجهات المختلفة لم يتحقق منها شيء حقيقي يقنع الناس بعدم الخروج إلى الشارع.
وينسى الذين يشوهون صورة الحراك في الطفيلة وغيرها أن الحراك قد تجاوز القضايا المطلبية، وتحول إلى حراك سياسي بامتياز. وحتى الحراك السياسي تسعى الفئات الخائفة من التغيير إلى تشويه الواقع الجديد لطبيعة القضايا التي يطرحها، وتصر على التحايل والادعاء أن الحراك مطلبي!
الأسباب والمطالب الموجبة للخروج إلى الشارع منذ البداية وتصاعد وتيرتها بعد سلسلة رفع الأسعار، وانتقال الحراك إلى مناطق جديدة وبكثافة أكبر، لم يتم تلبية الجزء الأساسي منها. ولهذا، سوف يتصاعد الحراك الشعبي. وهذا دحض لكل الروايات والدراسات والتحليلات التي تقول إن الحراك سوف ينتهي، أو إنه سيصبح في أسوأ الظروف محدودا، ومع تقادم الوقت سوف يضمحل وينتهي، إذ إن الواقع يقول عكس ذلك تماما.
ردة الفعل الجديدة تجاه الحراك كانت ببلطجة ارتفعت وتيرتها، ووصلت حد الإيذاء للناشطين. ففي جرش، تعرض عبدالسلام العياصرة للطعن بسكين. وقد أكد أنه كانت هناك نية مبيتة لهذا العمل، إذ كان تلقى رسالة على "فيسبوك" تهدده بالطعن والإهانة إذا خرج في مسيرة الجمعة!
إن وجود هذه الظاهرة وتصاعدها إلى حد الاعتداء بالطعن على شباب الحراك أمر مستنكر ومستغرب. فالحراك في بياناته وشعاراته لم يفكر على الإطلاق في الوصول إلى نقطة اللاعودة والصدام. ولكن من هو الذي يسعى إلى خلق الفوضى؟ البلطجية ومن يساندهم ويدفع لهم، أم الحراك؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تحليل، ولا بد أن ندرك أن الاعتداء على "الحراكيين" سوف يلهب الحراك ويحول مساره السلمي!
الغد
كل الوسائل التي انتهجها البعض ممن يخافون التغيير لتحويل مسار الحراك من حراك سلمي إلى حراك غير سلمي، أحبطها شباب الحراك الواعون والمصرون على تحقيق التغيير، رغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجههم، ورغم القوى المضادة التي تحاول تقديم صورة مشوهة عنهم، والتي تسعى بكل قوة إلى خلق صراعات جانبية لم تؤد نتائجها المطلوبة.
ورغم هذا التحرك السلمي، ما يزال الناشطون في الحراك يتعرضون للتهديد والاعتداء. وهذه التهديدات والاعتداءات هي لنقل الحراك من السلمية إلى العنف. ولكن، لمصلحة من يسعى هؤلاء إلى تحويل الحراك عن مساره السلمي؟ بالضرورة ليس لمصلحة الوطن.
كنت يوم الجمعة الماضي في الطفيلة، حيث شاركت في مسيرتها الأسبوعية. الشعارات التي أطلقتها المسيرة لا تختلف كثيرا عن باقي المسيرات على مدى هذه الفترة الطويلة. ولم يحدث أي تغيير حقيقي على أرض الواقع في الطفيلة على صعيد قضايا التنمية، والوعودات التي أطلقتها الجهات المختلفة لم يتحقق منها شيء حقيقي يقنع الناس بعدم الخروج إلى الشارع.
وينسى الذين يشوهون صورة الحراك في الطفيلة وغيرها أن الحراك قد تجاوز القضايا المطلبية، وتحول إلى حراك سياسي بامتياز. وحتى الحراك السياسي تسعى الفئات الخائفة من التغيير إلى تشويه الواقع الجديد لطبيعة القضايا التي يطرحها، وتصر على التحايل والادعاء أن الحراك مطلبي!
الأسباب والمطالب الموجبة للخروج إلى الشارع منذ البداية وتصاعد وتيرتها بعد سلسلة رفع الأسعار، وانتقال الحراك إلى مناطق جديدة وبكثافة أكبر، لم يتم تلبية الجزء الأساسي منها. ولهذا، سوف يتصاعد الحراك الشعبي. وهذا دحض لكل الروايات والدراسات والتحليلات التي تقول إن الحراك سوف ينتهي، أو إنه سيصبح في أسوأ الظروف محدودا، ومع تقادم الوقت سوف يضمحل وينتهي، إذ إن الواقع يقول عكس ذلك تماما.
ردة الفعل الجديدة تجاه الحراك كانت ببلطجة ارتفعت وتيرتها، ووصلت حد الإيذاء للناشطين. ففي جرش، تعرض عبدالسلام العياصرة للطعن بسكين. وقد أكد أنه كانت هناك نية مبيتة لهذا العمل، إذ كان تلقى رسالة على "فيسبوك" تهدده بالطعن والإهانة إذا خرج في مسيرة الجمعة!
إن وجود هذه الظاهرة وتصاعدها إلى حد الاعتداء بالطعن على شباب الحراك أمر مستنكر ومستغرب. فالحراك في بياناته وشعاراته لم يفكر على الإطلاق في الوصول إلى نقطة اللاعودة والصدام. ولكن من هو الذي يسعى إلى خلق الفوضى؟ البلطجية ومن يساندهم ويدفع لهم، أم الحراك؟ الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تحليل، ولا بد أن ندرك أن الاعتداء على "الحراكيين" سوف يلهب الحراك ويحول مساره السلمي!
الغد