هبة نيسان.. ملحمة التضحية الوطنية
ياسر المعادات
جو 24 : في مثل هذه الأيام من العام 1989 اندلعت موجة احتجاجات عارمة جنوب الاردن و تحديدا مدينة معان سرعان ما امتدت الى معظم المدى و القرى الاردنية،تعارف الاردنيون على تسميتها بهبة نيسان كونها كانت نتاج لفعل شعبي خالص ردا على رفع حكومة زيد الرفاعي آنذاك للأسعار في ظل وضع اقتصادي صعب يعاني منه أغلب المواطنون الأردنيون.
كانت ردة الفعل الرسمية على هبة نيسان عنيفة الى درجة تفاجأ بها الكثيرون حيث راح ضحية القمع الأمي أربعة عشر شهيدا اضافة الى مئات الجرحى والمعتقلين في ظل سيادة الأحكام العرفية و لجوء القوات الجكومية الى استخدام السلاح ضد الشعب الثائر الأعزل ،و لكن هذا الأمر جعل هذه الجماهير تصعد من حراكها الثوري ضد الطغمة الفاسدة الحاكمة حيث لجأت الجماهير الى الرد بالعنف أيضا و بتكسير الدوائر الحكومية و البنوك و تحريقها.
لم تبدأ الهبة كحراك نخب سياسية أو حزبية بل بدأت كانفاع شعبي عارم التحق به لاحقا بعض السياسيون و الأحزاب و غاب عنه الحزب الأكبر الممثل لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن حيث آثرت قياداته الحفاظ على الود الذي يجمعها بالنظام الحاكم آنذاك رغم أن الجماعة كانت أكبر مستفيد على الصعيد السياسي من نتائج الهبة عبر النجاح الباهر الذي حققته الجماعة في أول انتخابات تعقب الهبة.
لا يوجد أي ذكر رسمي اليوم لتاريخ هذه الهبة في محاولة من النظام الحاكم لمحوها من التاريخ و كأنها لم تحدث أصلا،و هو أمر كان مارسه هذا النظام ابان الهبة حيث حرص على عدم نشر أي أخبار عن هذه الاحتجاجات العارمة و اكتفاء وسائل الاعلام الممثلة له و الأخرى التي يسيطر عليها بنشر البلاغات الحكومية الرسمية دون الاشارة الى الاحتجاجات أو الى أخبار سقوط الشهداء ،و ما يحدث اليوم ما هو الا استمرار للخيانة الوطنية ذاتها و ان حاول البعض تجميلها و تسميتها بتسميات أخرى "كالفتنة" مثلا.
الكبت و الظلم و الفقر و الفساد كانت محفزا للشعب الأردني من أجل اظهار نزعته الوطنية في شهر نيسان من عام 1989 و هذه الأشياء ما تزال موجودة اليوم ربما لتحالفات السياسيين ممن شاركوا في هبة نيسان و باعوا نضال الشعب مقابل منصب حكومي يحقق لهم أطماعهم ،و بالتالي فإن على هذا النظام الحذر من التضييق على الشعب و محاربته في قوته فعوامل الانفجار الشعبي تزداد يوما بعد يوم.
كانت ردة الفعل الرسمية على هبة نيسان عنيفة الى درجة تفاجأ بها الكثيرون حيث راح ضحية القمع الأمي أربعة عشر شهيدا اضافة الى مئات الجرحى والمعتقلين في ظل سيادة الأحكام العرفية و لجوء القوات الجكومية الى استخدام السلاح ضد الشعب الثائر الأعزل ،و لكن هذا الأمر جعل هذه الجماهير تصعد من حراكها الثوري ضد الطغمة الفاسدة الحاكمة حيث لجأت الجماهير الى الرد بالعنف أيضا و بتكسير الدوائر الحكومية و البنوك و تحريقها.
لم تبدأ الهبة كحراك نخب سياسية أو حزبية بل بدأت كانفاع شعبي عارم التحق به لاحقا بعض السياسيون و الأحزاب و غاب عنه الحزب الأكبر الممثل لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن حيث آثرت قياداته الحفاظ على الود الذي يجمعها بالنظام الحاكم آنذاك رغم أن الجماعة كانت أكبر مستفيد على الصعيد السياسي من نتائج الهبة عبر النجاح الباهر الذي حققته الجماعة في أول انتخابات تعقب الهبة.
لا يوجد أي ذكر رسمي اليوم لتاريخ هذه الهبة في محاولة من النظام الحاكم لمحوها من التاريخ و كأنها لم تحدث أصلا،و هو أمر كان مارسه هذا النظام ابان الهبة حيث حرص على عدم نشر أي أخبار عن هذه الاحتجاجات العارمة و اكتفاء وسائل الاعلام الممثلة له و الأخرى التي يسيطر عليها بنشر البلاغات الحكومية الرسمية دون الاشارة الى الاحتجاجات أو الى أخبار سقوط الشهداء ،و ما يحدث اليوم ما هو الا استمرار للخيانة الوطنية ذاتها و ان حاول البعض تجميلها و تسميتها بتسميات أخرى "كالفتنة" مثلا.
الكبت و الظلم و الفقر و الفساد كانت محفزا للشعب الأردني من أجل اظهار نزعته الوطنية في شهر نيسان من عام 1989 و هذه الأشياء ما تزال موجودة اليوم ربما لتحالفات السياسيين ممن شاركوا في هبة نيسان و باعوا نضال الشعب مقابل منصب حكومي يحقق لهم أطماعهم ،و بالتالي فإن على هذا النظام الحذر من التضييق على الشعب و محاربته في قوته فعوامل الانفجار الشعبي تزداد يوما بعد يوم.