هيكلة شركة البوتاس المنتظرة
على المؤسسات العامة والقطاع الخاص والمجتمع المدني أن تهتم بثقافة الحقوق واحترام حق العمال، فإن اكبر الذنوب على الإطلاق هي أكل حق العامل وظلم الناس، والأجير يأتي يوم القيامة فينصره الله فإن الله لا يغفر لأكل حق العامل أبدا، إلا أن يعفو المظلوم بنفسه عمن ظلمه.
إن عدم إقامة العدل والمساواة وعدم تكافؤ الفرص في التعيينات والترقيات والفروقات والمميزات في المسميات والتفاوت في سلم الرواتب (فروقات الرواتب لنفس المسمى الوظيفي والدرجة) في شركة البوتاس العربية أو أي مؤسسة، يؤدي لإصابة العاملين باليأس والتذمر والإحباط، وهو ما بات يظهر جليّا على وجوه كافة الموظفين المهمشمين.
موظفو البوتاس يعتقدون اليوم ان نظام الهيكلة الذي وعدت به الإدارة سيزيل الجزء الأكبر من التشوهات الحاصلة في الشركة إن حصل، ولكن المؤسف، ان ذلك النظام يواجه اليوم تراخيا ومماطلة غريبة من قبل مجلس الإدارة وأعضاء النقابة العامة المنتخبين من قبل العمال في تطبيق نظام الهيكلة، ولعل السؤال الأكثر تداولا بين العمال هذه الأيام، لماذا كثرت في الآونة الأخيرة سفرات ومكافآت وترقية أعضاء النقابة؟!
إن رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأعضاء النقابة العامة يعتبرون أول المسؤولين عن استمرار تأخر تطبيق مشروع الهيكلة، وهو ما يشكل صدمة قوية للعمال الذين تبخرت آمالهم وطموحاتهم الكبيرة بانتهاء الظلم والتهميش وإقصاء وتجميد الموظفين الشرفاء المؤهلين علمياً وعملياً بآخرين غيرهم مؤهلون باتقانهم فنّ المجاملات، ما أدى إلى تفشي أنواع من المخالفات.
إن الحلم الوحيد الذي كان ومازال يراود الموظفين في شركة البوتاس أن يعاملوا كبشر تحترم حقوقهم العمالية ليس معاملتهم مثل ماكينات إنتاج تعمل ليل نهار، لتذهب خيرات وأرباح شركتهم خارج الوطن أو الى حسابات المتنفذين ومساحي الجوخ.
أما المجتمع المحلي الذي يعاني تلوثا بيئيا نتيجة عملية إنتاج مادة البوتاس فيتم اسكاته عن طريق التبرعات المالية للمدارس أو الجمعيات الخيرية أو المستشفيات، ويتم تضخيم التبرعات المالية للمجتمع المحلي في جميع وسائل الاعلام الرسمي والخاص لكي يشعر القارئ بأن الشركة هي الداعم الوحيد لتلك المؤسسات وإن زواله سوف تزول تلك النعم والدعم المادي .
اللهم احفظ هذا البلد آمنا مستقرا واحفظ الملك عبد الله الثاني بن الحسين وشركات الوطن وعمال الوطن الشرفاء من كل سوء.