jo24_banner
jo24_banner

دمار ودم وانتخابات..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : على الرغم من شدة المغريات؛ أنا لا أحب السفر خارج الأردن ولا داخله، وقد أفكر في زيارة رام الله والقدس وعكا، لأسباب خاصة، اذ لم يسبق لي زيارة فلسطين، لكنني سأحاول تقليد الفنان المصري نور الشريف الذي صرح بأنه يود زيارة القدس والصلاة في الأقصى، وأنا أيضا سأصلي في الأقصى وفي كل المساجد والكنائس والكنس في القدس لو قمت بزيارتها..
لقد أغراني بالسفر حديث أحد الأصدقاء العائد للتو من زيارة لتركيا، حين علق على قلة اهتمام أمانة عمان بجماليات شوارع عمان، إذ قال: أهم الأعمال التي تقوم بها بلديات المدن التركية هي (الالتزام بقص الحشائش والأعشاب، لو تأخروا أياما عن هذا العمل لطفحت الشوارع باللون الأخضر..)، طبعا أحد معاني كلمة «جنة» هو «الخضرة أو النبات الأخضر الكثيف».
استبدل العرب الأخضر بالأحمر، ففاضت الشوارع بالأشلاء والجثث، وعلى «الجثث» تتم انتخابات عابرة لحدود «سايكس-بيكو»، وبدلا عن قص العشب في شوارع المدن العربية الكبيرة والصغيرة، يقومون بقص الرقاب لتنظيف «البلاد» وتجنيبها الفوضى، وبدلا عن التعمير يقومون بالتدمير.. ويحرص الحريصون والحريصات على ممارسة حقهم الانتخابي، حيث تقوم المرأة «المرضع» بحمل طفلها، والسير في بيروت لمدة قد تصل الى نصف ساعة، فتتعرض للتفتيش على عدة حواجز، لتدلي بصوتها، الذي يعني (إنني حضرت ومنحت الرئيس صوتي، فاشطبوا اسمي من الكشف، أريد العودة الى سوريا بلا مشاكل)!، وعلى الرغم من معارضتهم للنظام الحالي، لا يملكون الا أن يذهبوا الى السفارة في عمان او بيروت، ليدلوا بصوتهم والقصة ليست الحرص على ممارسة الحق بالتصويت، بل شطب الإسم من كشف السفارة، فديمقراطية العرب كما نعلم لونها أحمر وتزدهر على أطلال المدن والقرى والأشلاء.
وعلى الضفة الأخرى من ضفاف الجرح العربي الطازج، يضعف الإقبال على صناديق الاقتراع في مصر، وكانوا يريدون رقما يبلغ 33 مليون ناخبا، الذين قيل عنهم بأنهم أسقطوا حكم الاخوان، لكنهم لم يحضروا، فمددوا فترة الانتخابات في مصر..
إن العراق دخل النفق المظلم منذ أكثر من عقد، والتحقت به ليبيا، وسوريا تتوغل فيه منذ 4 سنوات.
هيا نمارس هوايتنا في إحصاء عدد الخيبات العربية، في زمن الانحطاط والردة عن كل المفاهيم السامية..ترى كم أصبح رصيدنا منها؟..
تبا لزمن يتم فيه اعدام من قتل شخصا واحدا ويسمونه مجرما، بينما يصفقون لمن يدمر بلادا ويقتل الآلاف ويشرد الملايين.
ربما أزور تل أبيب أيضا بإذن الله .الدستور
تابعو الأردن 24 على google news