حُذفَ بعد النشر: أفعى وحمار وطائرة
نشرت صحيفة الدستور هذه المقالة للكاتب ابراهيم عبدالمجيد القيسي في عددها الصادر أول أمس الاحد، وعلى موقعها الالكتروني، إلا انها عادت وتراجعت عنها وحذفتها من الموقع الالكتروني للصحيفة.
نعيد في Jo24 نشر مقالة الزميل القيسي، والسؤال المعهود متعلق بسقفها وبسمائها!
أفعى وحمار وطائرة
لم تكن الطائرات موجودة أيام الفيلسوف «بيدبا» لهذا لم يرد ذكرها في كتاب «كليلة ودمنة».
ورد في تصريحات النائب علي السنيد أن وزير الداخلية هاتفه معتذرا عن عدم تمكن الطائرة العمودية من الهبوط في منطقة وعرة في محمية الموجب، فرد السنيد بأن الأهالي لم يشاهدوا طائرة تطير هناك، أو تحاول الهبوط !.
شعرت بالصدمة -والله- حين قرأت خبر وفاة رقيب في القوات المسلحة، اسمه عودة الحواتمة، أصيب قبل أكثر من أسبوع بلدغة أفعى في منطقة محمية الموجب، وتم نقله من المناطق الوعرة السحيقة في المحمية، الى الشارع حيث تقف سيارة الإسعاف، التي تعذر سيرها في مناطق وعرة في المحمية لإنقاذ المواطن المصاب؛ة ما دفع رفاقه لحمله على «حمار» وعلى أكتافهم، والسير لمدة زادت عن 4 ساعات ونصف الساعة في تلك المناطق، وصولا الى سيارة الإسعاف، ثم الى مستشفى الأميرة سلمى في لواء ذيبان، الذي لم يقدم له شيئا بسبب عدم توافر جهاز تصوير طبقي للتعامل مع مثل هذه الحالة الطارئة؛ ما دعاهم الى نقله الى مدينة الحسين الطبية، بعد مرور 6 ساعات على انتشار السم في جسمه نتيجة تعرضه للدغة الأفعى.. فكان الخبر صادما بوفاة الرقيب عودة الحواتمة وانتقاله الى رحمة الله بعد أسبوع من إصابته، بسبب عملية الإسعاف البدائية.
إنني على ثقة تامة، بأن التعامل مع هذه الإصابة والحالة الطارئة، سيكون مختلفا لو سمع الملك عبدالله الثاني عنها في وقتها، ولا أستبعد مطلقا أن يقوم هو شخصيا بهذه المهمة، فهي معروفة عنه، أعني مواقفه الرجولية المعبرة عن نخوته تجاه كل أردني، وكل إنسان يمر في محنة مشابهة على الأرض الأردنية، لكن كثيرين من مسؤولينا لم يتمكنوا بعد من الحصول او الوصول الى هذه الدرجة من النخوة تجاه الأردنيين والناس..
يقول أحد المواطنين هناك : سبق وأن هبت الهمم، فقامت طائرة عمودية بإسعاف «غزال» مريض «رجله مكسورة» في المحمية نفسها، ويقول أحد المواطنين في المنطقة :» لا ننام ولا تنام ذيبان، قبل أن يجدوا سائحا أجنبيا تاه في تلك المنطقة».
هل تحتاج طائرة إنقاذ عمودية لمدرج ومكان للهبوط لإنقاذ الناس؟.. غريب والله، كنت أعتقد أن هذه الطائرات تنتشل المصابين دون أن تهبط على سطح الأرض، وإن كانت هذه هي الحقيقة، فيجب على الحكومة أن تخصص مكانا أو حتى مطارا في تلك المنطقة الوعرة لإنقاذ السياح الأجانب والغزلان المكسورة أولا، والمواطنين المساكين عاشرا.
رحم الله الرقيب عودة، ولعنة الله على الأفاعي السامة بل على كل أنواعها.
ibqaisi@gmail.com