لن ندفع فواتير فسادكم !
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : مثل هذه العناوين الاستفزازية، تكون مؤسفة حقا عندما يتم رفعها كشعارات من قبل حملة «ذبحتونا» وغيرها، ولا يمكنني أن أتقبلها كمواطن يفكر بطريقة متوازنة، إلا بحجة دامغة تؤكد «المعلومة» التي يتضمنها الشعار، فهناك اتهام واضح بالفساد واتهام آخر يتمثل بالسطو على جيوب الناس، وأستطيع القول بأن هذا الشعار اتهامي، وفيه إساءة للناس، واغتيال للشخصية والإدارات، وهذه كلها انتهاكات قانونية يجب أن يكون للقضاء ومكافحة الفساد كلمة فيها.
حسب ما تتناقله وسائل الإعلام، فإن حملة «ذبحتونا» تقوم بما أسمته «أول خطوة»، في طريقها للضغط على الجامعة الأردنية، لتتراجع الأخيرة عن قرارها رفع رسوم التعليم الموازي، الذي قررت تطبيقه ابتداء من العام الدراسي الوشيك 2014-2015 ، وبررته بأنه قرار يأتي في ظل أوضاع مالية سيئة تمر بها الجامعة الأردنية، تؤثر على قدرتها على دفع رواتب موظفيها، وبعدم قيام الحكومة بتقديم أي دعم لها منذ سنوات، وأنها استقبلت أكثر من 10 آلاف طالب على التعليم الموازي والموازي الدولي والتعليم العالي في العام الدراسي 2013-2014، فكان قرارها أن يتم رفع رسوم التعليم الموازي والدراسات العليا للطلبة الجدد فقط، وهو قرار مبرر ولا يمكن مناقشتها فيه، خصوصا وهي تشهد أزمة مالية كبيرة، ولا يمكنها أن تدفع فواتير تردي الحالة الاقتصادية العامة، لتفتح أبوابها ومرافقها لمزيد من طلبة الموازي والدراسات العليا دون أن يعود ذلك بالفائدة عليها، وفي الوقت نفسه ليست الجامعة الأردنية هي الجهة المسؤولة عن التعليم العالي وسياساته، وليست معنية بتوفير مقاعد جامعية لكل الناس، فهي جامعة كبرى لا ننكر، لكن قدراتها وأدوارها محدودة، وهي ليست الجهة المسؤولة عن مخرجات التعليم في الأردن، لكنها بلا شك مسؤولة عما تقدمه لطلبتها، ولا أعتقد أن جامعة في الأردن أكثر جدارة منها برفع رسومها للتعليم الموازي وغيره، فهي تقدم منتجا وطنيا مثاليا قياسا مع ما تقدمه كل المؤسسات المشابهة..
للموضوعية والعدالة، إن حملة «ذبحتونا» قدمت أيضا على صعيد الرقابة والتغيير، لكنها ابتعدت كثيرا عن التوازن والموضوعية حين رفعت مثل هذا الشعار الاتهامي، وهي بهذا تنخرط في العمل الاتهامي التضليلي الذي تقوده جهات كثيرة، تشكك في كل شيء وتصور الأردن بأنه يعوم على بحر من فساد، دون أن تقدم أدلة تثبت هذه الاتهامات، فهي بهذا تقف مع «يذبح» العدالة والمنطق والموضوعية.. ولن ألوم ولي امر لطالب او طالبة لم يتمكن من تسجيل ابنه في أية جامعة، فهو عندئذ سيعتبر كل الدنيا فسادا وظلما، بسبب هذه الشعارات الاتهامية المتخبطة..
إن «أول خطوة» جاءت غير موفقة، ووضعتكم في صف من يذبحنا ويذبح الوطن.
الدستور
حسب ما تتناقله وسائل الإعلام، فإن حملة «ذبحتونا» تقوم بما أسمته «أول خطوة»، في طريقها للضغط على الجامعة الأردنية، لتتراجع الأخيرة عن قرارها رفع رسوم التعليم الموازي، الذي قررت تطبيقه ابتداء من العام الدراسي الوشيك 2014-2015 ، وبررته بأنه قرار يأتي في ظل أوضاع مالية سيئة تمر بها الجامعة الأردنية، تؤثر على قدرتها على دفع رواتب موظفيها، وبعدم قيام الحكومة بتقديم أي دعم لها منذ سنوات، وأنها استقبلت أكثر من 10 آلاف طالب على التعليم الموازي والموازي الدولي والتعليم العالي في العام الدراسي 2013-2014، فكان قرارها أن يتم رفع رسوم التعليم الموازي والدراسات العليا للطلبة الجدد فقط، وهو قرار مبرر ولا يمكن مناقشتها فيه، خصوصا وهي تشهد أزمة مالية كبيرة، ولا يمكنها أن تدفع فواتير تردي الحالة الاقتصادية العامة، لتفتح أبوابها ومرافقها لمزيد من طلبة الموازي والدراسات العليا دون أن يعود ذلك بالفائدة عليها، وفي الوقت نفسه ليست الجامعة الأردنية هي الجهة المسؤولة عن التعليم العالي وسياساته، وليست معنية بتوفير مقاعد جامعية لكل الناس، فهي جامعة كبرى لا ننكر، لكن قدراتها وأدوارها محدودة، وهي ليست الجهة المسؤولة عن مخرجات التعليم في الأردن، لكنها بلا شك مسؤولة عما تقدمه لطلبتها، ولا أعتقد أن جامعة في الأردن أكثر جدارة منها برفع رسومها للتعليم الموازي وغيره، فهي تقدم منتجا وطنيا مثاليا قياسا مع ما تقدمه كل المؤسسات المشابهة..
للموضوعية والعدالة، إن حملة «ذبحتونا» قدمت أيضا على صعيد الرقابة والتغيير، لكنها ابتعدت كثيرا عن التوازن والموضوعية حين رفعت مثل هذا الشعار الاتهامي، وهي بهذا تنخرط في العمل الاتهامي التضليلي الذي تقوده جهات كثيرة، تشكك في كل شيء وتصور الأردن بأنه يعوم على بحر من فساد، دون أن تقدم أدلة تثبت هذه الاتهامات، فهي بهذا تقف مع «يذبح» العدالة والمنطق والموضوعية.. ولن ألوم ولي امر لطالب او طالبة لم يتمكن من تسجيل ابنه في أية جامعة، فهو عندئذ سيعتبر كل الدنيا فسادا وظلما، بسبب هذه الشعارات الاتهامية المتخبطة..
إن «أول خطوة» جاءت غير موفقة، ووضعتكم في صف من يذبحنا ويذبح الوطن.
الدستور