التوجيهي حين يستعيد الثقة
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : حتى اليوم؛ يسير امتحان الثانوية العامة بسلاسة، دون أية مشاكل تنال من ثقة الناس والمتابعين لهذا الاختبار الأردني الكبير، وبعد أن تابعنا امتحان الدورة الشتوية الناجح «نسبيا»، نتابع فصولا أخرى من نجاحات طواقم وزارة التربية والتعليم الهادفة لإعادة الامتحان الى سابق عهده من الأهمية والثقة..
قبل أيام من انطلاق امتحانات الدورة الصيفية لامتحان الثانوية العامة الحالية، التقت الزميلة سهى كراجة مع الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم في برنامجها «تحت الضوء»، الذي يأتينا على شاشة التلفزيون الأردني في التاسعة مساء كل أربعاء، وكان الدكتور الذنيبات يجيب بكل شفافية وجرأة على أسئلتها الكثيرة الصعبة، وقال كلاما مثيرا إذ يخرج من وزير، لم يجرؤ سابقوه على التحدث بربع هذه الشفافية والمكاشفة، بل كانوا يبرعون في إخفاء «مصيبة الغش» في التوجيهي، ويجدون من يطبل لهم في الإعلام وغيره، والوطن والمواطن هما الجهة الخاسرة التي تتجرع مرارة ذلك الفساد، وكان الوزير يؤكد فكرة واحدة، كفيلة باستقرار ضميره وضمير أي مسؤول يحترم ويقدر أمانة المسؤولية، إذ ردد الذنيبات مرارا حاجتنا لامتحان مثالي عادل في تقييم المتقدمين إليه، ليزيل آثار الخلل في تلك الامتحانات التي جرت على امتداد سنوات، وكان من نتائجها إساءات وفقدان ثقة بكل مؤسساتنا التعليمية، وذكر الوزير مثالا يعبر عن هذا، حين قال: إن جامعة هامة في الأردن تفصل أكاديميا عشرات من طلبة كلية الطب في عامهم الدراسي الأول، معتبرا أن تدني مستواهم في كلية الطب يأتي نتيجة الخلل الكبير الذي كان يعاني منه امتحان التوجيهي ..
امتحان التوجيهي؛ هو الأداة الأردنية الموثوقة لتقييم طلبة المدارس الأردنية، وتصنيفهم لاستكمال دراساتهم الجامعية، ولا أحد ينكر أن استقرار هذا الامتحان وعدالته تعنيان استقرار وعدالة فرص الحصول على تعليم جامعي، وقد تخرج بعض الأصوات الداعية الى الغاء امتحان التوجيهي، في تعبير عن ابتعاد هؤلاء عن الواقع الأردني، حيث لا يدرك المنادون بهذه الفكرة بأنهم يدعون الى تسليع التعليم، وحصره في سوق الواسطة والمحسوبية والنفوذ السلبي، حين يتركون مسألة الدخول الى الجامعات رهن قرار الجامعات وامتحانات القبول فيها.. لا بد أن هؤلاء لا يعيشون هنا، أو يعتقدون بأننا سويسريون، وربما يعلمون ويرغبون في مزيد من تجارب تؤدي الى كوارث في هذا المجتمع.
جهود مشكورة قدمتها وزارة التربية بقوة أداء وزيرها وطاقم امتحان الثانوية فيها، وتستحق الإشادة والإشارة إليها، فهي الخطوة الأهم صوب مخرجات تعليم مناسبة، وخطوة هامة على طريق العدالة بين المواطنين..
المطلوب الآن هو خطوات مماثلة من الجامعات، لاستكمال سلسلة اعداد جيل أردني قادر على بناء وعطاء..
الدستور
قبل أيام من انطلاق امتحانات الدورة الصيفية لامتحان الثانوية العامة الحالية، التقت الزميلة سهى كراجة مع الدكتور محمد الذنيبات وزير التربية والتعليم في برنامجها «تحت الضوء»، الذي يأتينا على شاشة التلفزيون الأردني في التاسعة مساء كل أربعاء، وكان الدكتور الذنيبات يجيب بكل شفافية وجرأة على أسئلتها الكثيرة الصعبة، وقال كلاما مثيرا إذ يخرج من وزير، لم يجرؤ سابقوه على التحدث بربع هذه الشفافية والمكاشفة، بل كانوا يبرعون في إخفاء «مصيبة الغش» في التوجيهي، ويجدون من يطبل لهم في الإعلام وغيره، والوطن والمواطن هما الجهة الخاسرة التي تتجرع مرارة ذلك الفساد، وكان الوزير يؤكد فكرة واحدة، كفيلة باستقرار ضميره وضمير أي مسؤول يحترم ويقدر أمانة المسؤولية، إذ ردد الذنيبات مرارا حاجتنا لامتحان مثالي عادل في تقييم المتقدمين إليه، ليزيل آثار الخلل في تلك الامتحانات التي جرت على امتداد سنوات، وكان من نتائجها إساءات وفقدان ثقة بكل مؤسساتنا التعليمية، وذكر الوزير مثالا يعبر عن هذا، حين قال: إن جامعة هامة في الأردن تفصل أكاديميا عشرات من طلبة كلية الطب في عامهم الدراسي الأول، معتبرا أن تدني مستواهم في كلية الطب يأتي نتيجة الخلل الكبير الذي كان يعاني منه امتحان التوجيهي ..
امتحان التوجيهي؛ هو الأداة الأردنية الموثوقة لتقييم طلبة المدارس الأردنية، وتصنيفهم لاستكمال دراساتهم الجامعية، ولا أحد ينكر أن استقرار هذا الامتحان وعدالته تعنيان استقرار وعدالة فرص الحصول على تعليم جامعي، وقد تخرج بعض الأصوات الداعية الى الغاء امتحان التوجيهي، في تعبير عن ابتعاد هؤلاء عن الواقع الأردني، حيث لا يدرك المنادون بهذه الفكرة بأنهم يدعون الى تسليع التعليم، وحصره في سوق الواسطة والمحسوبية والنفوذ السلبي، حين يتركون مسألة الدخول الى الجامعات رهن قرار الجامعات وامتحانات القبول فيها.. لا بد أن هؤلاء لا يعيشون هنا، أو يعتقدون بأننا سويسريون، وربما يعلمون ويرغبون في مزيد من تجارب تؤدي الى كوارث في هذا المجتمع.
جهود مشكورة قدمتها وزارة التربية بقوة أداء وزيرها وطاقم امتحان الثانوية فيها، وتستحق الإشادة والإشارة إليها، فهي الخطوة الأهم صوب مخرجات تعليم مناسبة، وخطوة هامة على طريق العدالة بين المواطنين..
المطلوب الآن هو خطوات مماثلة من الجامعات، لاستكمال سلسلة اعداد جيل أردني قادر على بناء وعطاء..
الدستور