السياسة مائي و كلامي سمك

جو 24 : لا أتصور أن أكتب يوماً مقالة غير سياسية ؛ حتى لو كانت كلام «حب في حب « و آخر رومانسية ..لأن كل شيء سياسي وله علاقة وثيقة في السياسة و أخت السياسة و أم السياسة و عمّة السياسة..السياسة مائي و كلامي سمك لا يعيش إلا به..!
يفاجئني بعض الأخوة أنهم يرفضون توقيت ما تكتب ..وهم في الحقيقة لا يرفضون التوقيت ..بل يرفضون الموضوع الذي تكتب فيه ولو كان في أحلى الأوقات ..و الغريب أنهم يدخلون في ترتيباتك للكتابة ..و يتصلون معبّرين عن (انحرافك) عن الخط ..و للعلم لغاية هذه اللحظة لا أعلم ما هو الخط ؟ الاّ إذا كل واحد يقصد خط تفكيره هو ..ومزاجه هو ..
قلّة قليلة تدرك مصيبة الكتابة اليوميّة ..والاحتراق اليومي ..وتظن أن الـ(230) كلمة يوميا هي تعبئة فراغ ..وأنها من السهولة بمكان بحيث ترتكبها في خمس دقائق ..ولا يعلمون أن البحث عن فكرة و طريقة تناولها و زاوية النظر إليها يأخذ منك ما يأخذ..
الناس لها بالمقالة جاهزة ..كالمنسف حين أضعه أمامك وأنت تأتي عليه بربع ساعة وأنت لا تعلم أنه أخذ وقتاً يكفي لاختراع ما ..وأتذكر هنا الحبيبة أمّي التي ما زالت تلف الدوالي في الطنجرة العائلية الكبيرة و تقضي الليل طوله و من الصباح حتى منتصف النهار وهي على وقفة واحدة لكي «نشمط و نمعط و نلهط « كل الطنجرة في أقل من نصف ساعة ..!!
دعوني أكتب ما أشاء وقتما أشاء ..فكلّه يصبّ في همّي وهمكم اليومي ..ولا يفرضنّ أحدٌ عليّ رؤيته ومزاجه ..لأنني أقصد ما أكتبه وهو غير خالٍ من السياسة بطبيعة الحال..

الدستور