بعد أسبوع
كامل النصيرات
في وسط ذلك كلّه ..هناك تفاصيل لن يلتفت لها أحد كثير ..عن طفل غزّي كان بصحبة عائلته أوّل رمضان ..وعلى مائدة الإفطار طلب الطفل (أواعي العيد) وتفاصل مع والديه عن الثمن وعن اللون لتلك الملابس..وبعد يومين .. فرض اللون الأحمر نفسه على ملابس الطفل ..بعد أن أهدته اسرائيل اللقيطة قذيفة العيد و جعلت ملابسه تغرق في دمائه ..ومعها ذهبت روح الطفل لبارئها ..ذهبت لمراجيح الله و سحاسيله ..
وسط الضجيج ..في العيد الذي بعد أسبوع ..ستجلس أم شهيد أو شهيدين أو شهداء ..في مكان استراتيجي في البيت تضع يديها على رأسها و هي تراقب كل مداخل ومخارج البيت و الغرف ..من هنا سيأتي ابنها الذي راح ..لا من هنا ..بل من هنا ..ستتعب عيناها وهما تتنقلان بين الأمكنة ..وفي لحظة سيغلبها دمعها ..ستنهار في يوم العيد و تطلق صرخة بعمق الأرض و بامتداد السماء : يا ابني وينك ؟ ليش طولت ..اشتقتلك يُمّا ..
بعد أسبوع ..سنكذب على أنفسنا من جديد ..سنحضن ونبوس بعضنا ..وفي منتصف الاحتضان و البوس سيطلّ رأس شهيد في الخيال يقول لنا : ما أوسخكم ..!!
الدستور