مواطن لا أكثر
كامل النصيرات
جو 24 : ها أنا أهرب من الفواتير ذليلاً مطأطأ الرأس ..هذه الفواتير لديها سحرٌ سلبي ..تخرجني عن طوري ..تسحبني إلى الأدنى ..ما أكاد أفيق من صفعة قوية لفاتورة ما ؛ حتى تأتيني صفعة أقوى بمكان أكثر حساسية وأكثر إيغالاً في القهر ..فأنا مواطن لا أكثر
وها أنا أهرب من أقساط البنك ..قسطاً يعاتبني على التأخير ..و الآخر يقسو عليّ بالاستعجال ..و الثالث يهددني بما لا يحمد عقباه..ويضحك يضحك حد الاستفزاز .. فأنا مواطن لا أكثر..
وها أنا أهرب من أولادي الذين اقتربت مدارسهم ..واحد يريد شنطة بعجلات ..و آخر يريد مطرة ميّة تسكّر منيح و الميّة تظل فيها باردة لا تتغير بطول الشمس ..و آخر يريد ملابس المدرسة غير ..كيف غير لا أعلم ..لكنهم جميعاً يصرّون ولا يدركون بأنني مواطن لا أكثر..
ها أنا أهرب من الحلاق ..من الخضرجي ..من البقّال ..من الميكانيكي..من الكهربجي..من الصدقاء المقربين و غير المقربين الذين يصرون بأن تعزمهم أو يلبسونك عزومة ..و تهرب من فنجان قهوة لفتاة تغريك منذ وقت بأنها لا تمانع من لقائك في أي كوفي شوب ؛ وأنت هههههههه لا تملك ثمن رشفات القهوة ..ولو ملكتها فإن أولادك أولى ..
طبعاً ..هروبك من أجرة البيت تحصيل حاصل ..فكل أيامك هارب من بيتك لأنه في الحقيقة ليس بيتك بل أنت منذ أعوام ضيف فيه ..أسير فيه ..تنتفض إذا رن جرس بابه ..أو سمعت خطى أقدام تقترب منه ..لأنك مواطن لا أكثر ..
ها أنا أهرب ..إلى أين ..؟ إلى حيث يراني كل الناس ولا أختبئ إلا من المرآة التي تلاحقني في البيت والمصعد و السيارة ..
الدستور
وها أنا أهرب من أقساط البنك ..قسطاً يعاتبني على التأخير ..و الآخر يقسو عليّ بالاستعجال ..و الثالث يهددني بما لا يحمد عقباه..ويضحك يضحك حد الاستفزاز .. فأنا مواطن لا أكثر..
وها أنا أهرب من أولادي الذين اقتربت مدارسهم ..واحد يريد شنطة بعجلات ..و آخر يريد مطرة ميّة تسكّر منيح و الميّة تظل فيها باردة لا تتغير بطول الشمس ..و آخر يريد ملابس المدرسة غير ..كيف غير لا أعلم ..لكنهم جميعاً يصرّون ولا يدركون بأنني مواطن لا أكثر..
ها أنا أهرب من الحلاق ..من الخضرجي ..من البقّال ..من الميكانيكي..من الكهربجي..من الصدقاء المقربين و غير المقربين الذين يصرون بأن تعزمهم أو يلبسونك عزومة ..و تهرب من فنجان قهوة لفتاة تغريك منذ وقت بأنها لا تمانع من لقائك في أي كوفي شوب ؛ وأنت هههههههه لا تملك ثمن رشفات القهوة ..ولو ملكتها فإن أولادك أولى ..
طبعاً ..هروبك من أجرة البيت تحصيل حاصل ..فكل أيامك هارب من بيتك لأنه في الحقيقة ليس بيتك بل أنت منذ أعوام ضيف فيه ..أسير فيه ..تنتفض إذا رن جرس بابه ..أو سمعت خطى أقدام تقترب منه ..لأنك مواطن لا أكثر ..
ها أنا أهرب ..إلى أين ..؟ إلى حيث يراني كل الناس ولا أختبئ إلا من المرآة التي تلاحقني في البيت والمصعد و السيارة ..
الدستور