2024-08-28 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الإخوان المسلمون على حافة الانشقاق

جهاد المحيسن
جو 24 :

حركة الإخوان المسلمين، كغيرها من الحركات السياسية، تتعرض لتباين واختلاف في وجهات النظر وسلم الأولويات. ويبدو أن الحركة في الحالة الأردنية فيها الكثير من العوامل والمحددات التي يتداخل فيها الخاص الوطني الأردني بالعامل الأقليمي، وبتحديد أكثر شكل العلاقة مع فلسطين، بحيث يتعذر الحديث عن خطاب سياسي خاص بالأردن بمعزل عن الحالة الفلسطينية، ما يضع الحركة في حالة لا تحسد عليها من شد وجذب بين الأولويات الوطنية الأردنية والحالة الفلسطينية في الداخل.

ثمة فروق واضحة في خطاب حركة الإخوان المسلمين وبرامجها، وبالتالي بين مختلف القيادات والكوادر والقواعد في الحركة على صعيد التوجهات؛ بين من يدعم ويؤيد الأولوية لمشروع القضية الفلسطينية، وبين من يرى أن الأولوية ينبغي أن تكون لمشروع الإصلاح الوطني الأردني!

ومما لا شك فيه أن الحركة، ومنذ سنوات طويلة، تسعى إلى الخروج من حالة المراوحة تلك لحسم خياراتها السياسية بما يخص العلاقة الفلسطينية-الأردنية تنظيميا. وقد حسم الخيار مبكرا، إلا أن الربيع العربي ساهم بشكل كبير في تأجيل خيارات الحسم تلك، والتي ربما تؤدي إلى انشقاق حركة الإخوان المسلمين في الأردن رغم الصيغة التنظيمية العالمية للحركة. والحالة الانشقاقية التي تلوح بوادرها منذ سنوات خلت ليست جديدة في عالم السياسة على الساحة الأردنية؛ فقد سبق حركة الإخوان المسلمين في ذلك النهج اليسار الأردني، ومنذ سنوات طويلة. والسبب واحد لدى كل الأطراف، وهو جدول الأولويات السياسية والتنظيمية المتعلق بالقضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، يمكن تفسير الموقف النقدي للقيادي البارز في الحركة الإسلامية د. ارحيل غرايبة، والذي عبر عنه في مقالة له في صحيفة "العرب اليوم"؛ إذ انتقد بشدة "صقور" الحركة الإسلامية من خلال التسميات التي تحدد مربعات التشدد داخل الحركة بوصفهم "صقورا" والآخرين "حمائم". وهذه الانتقادات تأتي بعد أن خسر الحمائم الذين ينتمي إليهم الغرايبة مواقعهم في مجلس شورى الإخوان والمكتب التنفيذي في الجماعة خلال الانتخابات الداخلية الأخيرة.

والمسألة الرئيسة التي يركز عليها الغرايبة تؤكد أن هناك اختلافا بين فريقين في ترتيب أولويات العمل لدى التنظيم. وهذا الاختلاف لم يعد محصوراً في الصف القيادي الأول في الجماعة، بل تعداه الى الصفين الثاني والثالث، حتى وصل الى القاعدة العريضة. ولم يتم حسم هذا الموضوع بشكل حقيقي وقاطع، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت خلال السنوات السابقة، والتي أثمرت عن توافق نظري مكتوب على الورق ومبرمج على شكل خطط وبرامج، لكن تنفيذه على أرض الواقع كان وما يزال صعباً، ما يبقي الباب مفتوحا على كل الاحتمالات.

زيارة خالد مشعل، والموقف من الانتخابات النيابية المقبلة، سيكونان العامل الحاسم في مستقبل التنظيم في الأردن، رغم تأكيد خالد مشعل أن شأن الإخوان المسلمين في الأردن لا دخل لحماس فيه، وتأكيده أن حماس ليست جزءا منه، لكن واقع الأمر والانقسام بين الصقور والحمائم يشير إلى عكس ذلك!

jihad.almheisen@alghad.jo

 

(الغد)

تابعو الأردن 24 على google news