حكايتي مع أخطاء طفولتي

جو 24 : رغم إنني الآن في عمرٍ يؤهلني لمراجعة كل شيء ..و في وعي ثقافي و لغوي يؤهلانني لضبط كلماتي من مدلاولات و طريقة لفظ و احتراف تشكيل آخر الكلمات ..إلا إنني اعترف أمامكم وأنا بكامل نقصي أن هناك مجموعة من الكلمات والألفاظ ما زلت أخطئ في لفظها و ضبط حركتها بالشكل الصيح ..فقط لأنها من عادات الطفولة التي علّمونا إياها ..ولم يصححها لي أحد وظل اللسان دارجاً على الخطأ رغم معرفتي بالصوات ..مثلما تخطئ العرب جميعاً برواية المثل « مكره أخاك لا بطل « والصواب أخوك ..لكن هكذا شاع ..
اغنية «ماما ماما « التي حفظونا اياها في الصف الأول الابتدائي لسليمان العيسى ..أحد أبياتها يقول : تملأ قلبي ..بندى الحبِّ .. وما زلت لليوم أغنيها : تملع قلبي ..بدلاً من تملأ ..!!
وما زلتُ لليوم أجد صعوبة بالغة في ضبط نفسي و أنا أردد كلمة «طومل « حيث ما زلت أقولها «طومن» لأن أحداً لم يصححني إلا حين اكتشفتُ جريمتي على كبر ولكن اللسان قضى أمره ..!!
وهكذا دواليك ..عشرات الألفاظ و الكلمات التي تبطحني وأحياناً تضحك المتلقي عليّ ..مثل قولهم :خَص نَص..لليوم ألفظها بضم أول الكلمتين : خُص نُص..
لا تخافوا عليّ ..لأنني أعرف أخطائي ..وأشخّص نفسي وأعرف مرضها ..لكنني أبحث منذ ميلادي عمّن يعرف أخطاءه و يعترف بها حتى لو لم يصححها ..
يا سادة : الاعتراف بالمشكلة هو بداية حلّها ..ليس لنا على الأقل..بل من أجل أطفالنا الذين يكبرون ..صححوا أخطاءهم من الآن حتى لا يصبح الأمر بعد سنوات أمراً مقضيّاً ..وإن لم تفعلوا ؛ فإن الخازوق «المبرشم « جاهز للمستقبل ..أعرف أن الكلمة هي «المبشّم» ولكنها من الكلمات التي تبطحني أيضاً ..

الدستور