لا تخربوا علينا..
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : قضايا تكون رابحة، لكنها تخسر حين يدافع عنها الخاسرون..
وكل يوم يتجلى بالنسبة لي معنى «الحياة مفاوضات»، التي ألف فيها د.صائب عريقات كتابا نال من النقد الشيء الكثير، علما أن الرجل حدثني عن معنى آخر، بعيدا جدا عن السياسة، وهو المعنى الذي حاول توصيله للمتلقي من كتابه الذي لم «أقرأه» بصراحة.. هاتلك رابط بس بالعربي.
ثمة قضايا وطنية رابحة جدا، والحديث لاقناع الناس فيها سهل للغاية، لكن بعض الشباب في دولتنا وفي مؤسسات معنية بالكلام، لا يتوفقون في اختيار خطاب مناسب، وحين يختارون الخطاب المناسب، يختارون شخصا سيئا مرفوضا ليدافع عن هذه القضايا، فتنال خسارات موجعة، والوطن هو الذي يدفع الثمن، وهذا موضوع يقع أيضا في القول الملكي قبل أيام «احنا اللي بنخرب على بعض»، في حديثه عن مفارقة بين نجاح المستثمر الأردني خارج الوطن، وعدم نجاحه في الوطن بسبب مناكفات ومواقف مضادة.
لا منطق ولا نتائج إيجابية ترتجى، حين تفزع همم مجربة بمفردات مستهلكة، لتدافع عن حقوق الناس التي تضيع ويتم هدرها، او استخدامها لتحقيق مطالب «قاسية» لنقابة المعلمين، لتعود عن اضرابها الجدلي، وهذا مثال من أمثلة أردنية يومية، نستطيع أن نلمسها بمختلف جوارحنا عبر وسائل اعلامنا المختلفة.. «مو هيك يا ناس».
لا أريد أن أعبث بالسياسة ولا معها، لكنني سأتحدث عن «جمل المحامل»، أعني صحافتنا، وفي كل صحيفة او موقع الكتروني اخباري كتابات، تطرح قضايا مختلفة، وحين أقرر قراءة شيء وغالبا ما أكون قد كتبت، او أرغب الكتابة عنه هنا في هذه الزاوية، لكنني اشعر بالصدمة بل اغضب حين يقوم بعضهم بالكتابة عنه، وأتمنى أن لا تكون صراحتي مزعجة، فهي مجرد وجهة نظر ونقل لمشاعري بكل صراحة، وربما أكون أنا أيضا في نظر بعضهم او كلهم، أحد هؤلاء الذين يريدون الدفاع عن قضية رابحة لكنها تصبح خاسرة..
لو كان كل الناس يتواجدون معنا في نفس المكان، وقاموا بإعطائنا رأيهم حول ما نكتب، لكان الموضوع سهل، ولأصبحنا نعلم حجم تأثير كتابتنا الفعلي على الرأي العام أو على رأي النخب والصالونات السياسية، لكن العملية تجري بشكل مختلف كليا، ويستطيع شخص واحد أن يستغل وجوده في حشد، ليهاجم جهة ما وينتقد صحيفة او مقالة لكاتب ما، أمام حشد لم يقرأ المقالة او يعرف الكاتب أصلا، فيذهب كلامه قناعة لدى الناس خصوصا ان كانوا من قليلي الاهتمام بالشأن العام وبالاعلام..
لا أجيد التخريب على الناس، ولن أطيل، وأتمنى لو أعلم كم من الناس يتذوقون ويفهمون ما أكتب، كي أرتاح من عناء التفكير في أن أكون واحدا من الذين يتحدثون ليبوء الوطن بخسران كبير.
«سيبونا» من المزح ومن الجد أيضا...
وانسوا الموضوع.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)
وكل يوم يتجلى بالنسبة لي معنى «الحياة مفاوضات»، التي ألف فيها د.صائب عريقات كتابا نال من النقد الشيء الكثير، علما أن الرجل حدثني عن معنى آخر، بعيدا جدا عن السياسة، وهو المعنى الذي حاول توصيله للمتلقي من كتابه الذي لم «أقرأه» بصراحة.. هاتلك رابط بس بالعربي.
ثمة قضايا وطنية رابحة جدا، والحديث لاقناع الناس فيها سهل للغاية، لكن بعض الشباب في دولتنا وفي مؤسسات معنية بالكلام، لا يتوفقون في اختيار خطاب مناسب، وحين يختارون الخطاب المناسب، يختارون شخصا سيئا مرفوضا ليدافع عن هذه القضايا، فتنال خسارات موجعة، والوطن هو الذي يدفع الثمن، وهذا موضوع يقع أيضا في القول الملكي قبل أيام «احنا اللي بنخرب على بعض»، في حديثه عن مفارقة بين نجاح المستثمر الأردني خارج الوطن، وعدم نجاحه في الوطن بسبب مناكفات ومواقف مضادة.
لا منطق ولا نتائج إيجابية ترتجى، حين تفزع همم مجربة بمفردات مستهلكة، لتدافع عن حقوق الناس التي تضيع ويتم هدرها، او استخدامها لتحقيق مطالب «قاسية» لنقابة المعلمين، لتعود عن اضرابها الجدلي، وهذا مثال من أمثلة أردنية يومية، نستطيع أن نلمسها بمختلف جوارحنا عبر وسائل اعلامنا المختلفة.. «مو هيك يا ناس».
لا أريد أن أعبث بالسياسة ولا معها، لكنني سأتحدث عن «جمل المحامل»، أعني صحافتنا، وفي كل صحيفة او موقع الكتروني اخباري كتابات، تطرح قضايا مختلفة، وحين أقرر قراءة شيء وغالبا ما أكون قد كتبت، او أرغب الكتابة عنه هنا في هذه الزاوية، لكنني اشعر بالصدمة بل اغضب حين يقوم بعضهم بالكتابة عنه، وأتمنى أن لا تكون صراحتي مزعجة، فهي مجرد وجهة نظر ونقل لمشاعري بكل صراحة، وربما أكون أنا أيضا في نظر بعضهم او كلهم، أحد هؤلاء الذين يريدون الدفاع عن قضية رابحة لكنها تصبح خاسرة..
لو كان كل الناس يتواجدون معنا في نفس المكان، وقاموا بإعطائنا رأيهم حول ما نكتب، لكان الموضوع سهل، ولأصبحنا نعلم حجم تأثير كتابتنا الفعلي على الرأي العام أو على رأي النخب والصالونات السياسية، لكن العملية تجري بشكل مختلف كليا، ويستطيع شخص واحد أن يستغل وجوده في حشد، ليهاجم جهة ما وينتقد صحيفة او مقالة لكاتب ما، أمام حشد لم يقرأ المقالة او يعرف الكاتب أصلا، فيذهب كلامه قناعة لدى الناس خصوصا ان كانوا من قليلي الاهتمام بالشأن العام وبالاعلام..
لا أجيد التخريب على الناس، ولن أطيل، وأتمنى لو أعلم كم من الناس يتذوقون ويفهمون ما أكتب، كي أرتاح من عناء التفكير في أن أكون واحدا من الذين يتحدثون ليبوء الوطن بخسران كبير.
«سيبونا» من المزح ومن الجد أيضا...
وانسوا الموضوع.
ibqaisi@gmail.com
(الدستور)