jo24_banner
jo24_banner

كل يا وطن حتى تنسطح..

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : صامد لا تقسم، ومقسوم لا تأكل..وكل حتى «تنسطح»!..مثل شعبي بفلسفة اقطاعية ويمكن استخدامه كواحدة من طرف البخلاء، وهو يتحدث عن الشخص او الجهة التي تفرض شروطا تعجيزية على الجائع.
الأسبوع الماضي، حضرت جانبا من اجتماع كبير في مجلس النواب، ضم نوابا ووزراء من عدة وزارات، ومؤسسات رسمية ذات علاقة، وضم مجلس نقابة المعلمين، وكانوا يتفاوضون حول مطالب نقابة المعلمين المعلنة، بهدف الاتفاق على انهاء الإضراب الذي تنفذه نقابة المعلمين منذ 10 أيام، وقمت بتسجيل جانبا من هذا الاجتماع، ظهر فيه اخوتنا في نقابة المعلمين كمن يفاوضون دولة احتلال، وحالهم يردد المثل أعلاه.
ووزارة التربية والتعليم تفعلها أيضا، وتتحدث بذات الشروط عن المراكز الثقافية، وقبل أن اتحدث عن المراكز ومشكلتها مع وزارة التربية، ينبغي أن أؤكد هنا، بأنني أدعم مساعي وجهود وزارة التربية على كل المستويات، سوى موقفها من المراكز الثقافية.. الوزارة غير مقنعة في تبريراتها لاغلاق كثير من المراكز الثقافية، والسبب الحقيقي الذي يدفعها كي «تبلش» بالمراكز يتعلق بتقصير المدارس مع طلبة التوجيهي، ووجود خلل في التعليم في الثانوية العامة، وهو خلل لا تتحمله المراكز التي تقدم خدمة مدفوعة الأجر.
سمعت كثيرا من أمين عام وزارة التربية والتعليم تبريرا لمساعيها تطبيق قانون المراكز الثقافية، وكثير منها في مكانه، لكن هذا ليس وقته، خصوصا في ظل اضراب المعلمين، وفي ظل غياب او عدم توفر معلمين ومعلمات يدرسون مناهج الثانوية العامة، ماذا يفعل طلبة التوجيهي الذين لم يتوفر لهم معلم او معلمة في مبحث ما، وقد يستمر الأمر أسابيع او شهر؟.. هل ينتظر تعيين او نقل معلم؟ وهل تراعي وزارة التربية هذا حين تعقد امتحان التوجيهي؟ هذا امر مستبعد بلا شك.
تغيير قانون المراكز الثقافية أمر قد يكون مطلوبا، لكنه لا يتم بهذه الطريقة وضمن هكذا ظروف، والتعديل على القانون يقع ضمن مسؤولية مجلس النواب، ويحتاج الى وقت من دراسة ومناقشات، ومعالجة أي خلل في أداء المراكز الثقافية أمر سهل، فالتحفظات على هذه المراكز، والتي لا تتحدث عنها الوزارة إعلاميا، تحفظات بسيطة، ويمكن التشديد على تلك المراكز التي تقترف بعض الأخطاء، وانذارها بالاغلاق، أما القيام بهذه الخطوة وبشروط تعجيزية بالنسبة للطالب وللناس ولعائلات تعتاش من هذه المراكز الثقافية، فهو بلا شك تطبيق للمثل الشعبي السابق.
اعطوا المراكز الثقافية فرصة حتى نهاية الفصل الدراسي، وهي فرصة للطلاب والطالبات الذين شرعوا فعلا في دراسة بعض المناهج في هذه المراكز..
المعلمون مضربون، وغائبون، والمراكز الثقافية مغلقة، وامتحان الثانوية صارم.. وكل يا وطن حتى تنسطح.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news