نريد مهرجانا للهجات
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : حوالي (رقم فلكي) عدد اللهجات في الأردن، وكذلك التوجهات لدى الناطقين بها، وكنت سأرحب بفكرة أن يكون مهرجانا لتلك اللهجات، يردد المتحدثون فيها عبارة واحدة وحسب لهجتهم، ولن أقدم عبارة مقترحة..
حتى اللهجات السياسية يجب أن لا تغيب عن المهرجان، خصوصا تلك اللهجة التي تنطق بالاسترزاق، ولا تجيد دورا غير شيطنة الخصوم، ولا تملك مفردات وألفاظا لكسب رزقها سوى تلك التي دأبت على اجترارها كل الزمان، ولم تستعد أو تضع في حسبانها بأن الخصوم قد يختفون، أو يصبحون أصدقاء وحلفاء أو أصحاب قرار وأمناء على المال، الذي يجري خلفه الناطقون بلهجات التسوق والتسوّل والاسترزاق..
لم أنجح في اكتساب اللغة في المدينة المضيفة، رغم مرور أكثر من 15 عاما على مغادرتي للقرية الكركية، وأفشل كلما حاولت تجريب لهجة عمان و»بلاويها»، أنا أفشل في الانسجام مع المدينة، وذلك على الرغم من أنني أشعر بأن قلبي «أطلس».. ورغم كل العمر والصبر، تقفز اللهجة الكركية على لساني فأخسر رهاني.. ولا أتمكن من السفر خارج المدار أو أعود الى الديار.
مهرجانات الخمر او التمر، أو «التطلي الرومنسي» حسب لهجة رئيس جمعية متذوقي «النبيذ»، كلها لا تعنيني، ولا أستغرب أو أشعر بالإثارة لو حدثت جميعا في فناء العمارة التي أسكنها، في الواقع كل المهرجانات تحدث في كل مكان ولا أحد يعترض، لأننا لا نهتم ولا نراها مطلقا.. خلي الناس بحالهم، ولا خوف على الوطن وثقافته من مهرجانات تجري على طريقة «الفيديو كليب».
قبل وقت كتبنا عن ناس، يملأون الدنيا صخبا عن الخمارات وبيوت «اللي بالي بالك»، وهم أصحابها وروادها المقيمون، ومن عجب يتحدثون عن أخلاق وقيم المجتمع، ويجهشون «بالعهر» خوفا على النسيج الاجتماعي، علما أن أغلبهم لم يكن لهم عائلة فعلا منذ غادروا بيوتهم اول مرة.. وهؤلاء لهم مهرجان دائم في البلاد المظلومة، وهو أخطر من مهرجانات الرسم والألوان والرغائب الأخرى.
تعرفت إلى مسؤولة (رئيسة قسم في مؤسسة ما)، فقلت لها أنتي مسؤولة كبيرة جدا، وأريد خدمة منك، فقالت لا تبالغ والله يحييك باللي بقدر عليه، فقلت لها بعرف انكي ما بتقصري، وحتى لا أطفش المسؤولة من أول جملة استدركت وكتبت لها (ما بتئصري)، أنا لا أجيد نطقها، وأخشى أن أنطقها فأكون كالغراب الذي حاول تقليد «طاووس» فاستحال لونه الى الأشقر..
نحن في الأردن بحاجة الى مهرجان للهجات العربية، وأتحدى أن أجد أردنيا واحدا يلمّ بكل تلك اللهجات فهما ولفظا.
شو ومين السبب بالله !
الدستور
حتى اللهجات السياسية يجب أن لا تغيب عن المهرجان، خصوصا تلك اللهجة التي تنطق بالاسترزاق، ولا تجيد دورا غير شيطنة الخصوم، ولا تملك مفردات وألفاظا لكسب رزقها سوى تلك التي دأبت على اجترارها كل الزمان، ولم تستعد أو تضع في حسبانها بأن الخصوم قد يختفون، أو يصبحون أصدقاء وحلفاء أو أصحاب قرار وأمناء على المال، الذي يجري خلفه الناطقون بلهجات التسوق والتسوّل والاسترزاق..
لم أنجح في اكتساب اللغة في المدينة المضيفة، رغم مرور أكثر من 15 عاما على مغادرتي للقرية الكركية، وأفشل كلما حاولت تجريب لهجة عمان و»بلاويها»، أنا أفشل في الانسجام مع المدينة، وذلك على الرغم من أنني أشعر بأن قلبي «أطلس».. ورغم كل العمر والصبر، تقفز اللهجة الكركية على لساني فأخسر رهاني.. ولا أتمكن من السفر خارج المدار أو أعود الى الديار.
مهرجانات الخمر او التمر، أو «التطلي الرومنسي» حسب لهجة رئيس جمعية متذوقي «النبيذ»، كلها لا تعنيني، ولا أستغرب أو أشعر بالإثارة لو حدثت جميعا في فناء العمارة التي أسكنها، في الواقع كل المهرجانات تحدث في كل مكان ولا أحد يعترض، لأننا لا نهتم ولا نراها مطلقا.. خلي الناس بحالهم، ولا خوف على الوطن وثقافته من مهرجانات تجري على طريقة «الفيديو كليب».
قبل وقت كتبنا عن ناس، يملأون الدنيا صخبا عن الخمارات وبيوت «اللي بالي بالك»، وهم أصحابها وروادها المقيمون، ومن عجب يتحدثون عن أخلاق وقيم المجتمع، ويجهشون «بالعهر» خوفا على النسيج الاجتماعي، علما أن أغلبهم لم يكن لهم عائلة فعلا منذ غادروا بيوتهم اول مرة.. وهؤلاء لهم مهرجان دائم في البلاد المظلومة، وهو أخطر من مهرجانات الرسم والألوان والرغائب الأخرى.
تعرفت إلى مسؤولة (رئيسة قسم في مؤسسة ما)، فقلت لها أنتي مسؤولة كبيرة جدا، وأريد خدمة منك، فقالت لا تبالغ والله يحييك باللي بقدر عليه، فقلت لها بعرف انكي ما بتقصري، وحتى لا أطفش المسؤولة من أول جملة استدركت وكتبت لها (ما بتئصري)، أنا لا أجيد نطقها، وأخشى أن أنطقها فأكون كالغراب الذي حاول تقليد «طاووس» فاستحال لونه الى الأشقر..
نحن في الأردن بحاجة الى مهرجان للهجات العربية، وأتحدى أن أجد أردنيا واحدا يلمّ بكل تلك اللهجات فهما ولفظا.
شو ومين السبب بالله !
الدستور