ولا لحسة..!
ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : إذا كان حبيبك عسل لا تلحسه كله.. يرددونها في مناسبات يسيطر ال»طماعون» فيها على كل شيء.
صديقي وقريبي،الدكتور عبدالله القيسي، أبومهند، يكتب عن أول شراكة له، جمعته مع 7 شركاء آخرين، ويؤكد بأنه لم يلحس ولا لحسة من هذه الشراكة..يعني خسرانه...وجدير بالقول إن الدكتور عبدالله، يحمل دكتوراه في برمجة الكمبيوتر، وهو ربما ما زال يعمل مع شركة (أبل ماكنتوش)، ويبتكر أفكارا في مجال تنقية شيفرة البرامج من أي شوائب برمجية، عمل جميل، ويجب أن يتمتع العامل فيه بذكاء وتمكن من البرمجة، وهذا ما أعتقده في الدكتور الصديق، فقبل أعوام كنت في منزله، ونظرت أول ما نظرت الى شبابيك الغرف في منزله، فقرأت على حديد حماية الشبابيك «أسماء»، مكتوبة بنظام «البايناري يعني زيرو ون»، فسألته واندهش من ملاحظتي، فهو لم يكن يعلم أن تخصصي أيضا هو البرمجة، وأجابني بأنها أسماء أولادي مكتوبة بشيفرة قديمة اسمها (ABCDECode)، فأدركت تمكن الرجل من تخصصه وتماهيه في النظام المنطقي..ومع ذلك فإن الدكتور كتب شيئا جميلا عن اللحس كقيمة يطاردها الشركاء، علما أن الشيفرة المستخدمة حاليا في «الكومبايلر» هي اليوني كود، ومع ذلك فحظ الصديق عاثر في مص الإصبع واللحس عموما، على الرغم من أن كل حياته وعمله محصور في «الديجيتال سيستمز»..
كتب ابو مهند عن اول شراكة في حياته، وقال جمعتني ب 7 من أطفال الحارة، حين قررنا أن نجمع الخبز الجاف من بوابات البيوت، ونبيعها الى عجوز تبيع الخبز الجاف بدورها الى المتاجرين بالخبز وأشياء أخرى، وقال إنها فكرة جميلة ومفيدة تريح الأهالي من شقاوة أطفالهم لمدة 4 ساعات في اليوم، وتدر دخلا حلالا للأطفال وتنظف الحارة من الخبز الجاف، وقال إنهم جمعوا كيسا كبيرا «شوال» خبز، فذهبوا للعجوز ولم تدفع سوى «تعريفة» ثمنا لهذا المحصول، فغضب الأطفال، ولم يتمكنوا من الذهاب الى مصدر آخر بعيد عن الحارة، ليبيعوا حصادهم من الخبز بضعف المبلغ «قرش يعني»، فقبلوا بالتعريفة على مضض، وقاموا بشراء حبة «أسكيمو»، وهو اسم «الآيس كريم» آنذاك، وقاموا بتشكيل حلقة مكونة من 8 أطفال عاملين وجياع، وبدأوا ب»لحس الأسكيمو»، الأول يلحس ثم يمرر للثاني، وكان الدكتور هو الثامن ويقف في نهاية الحلقة، وهو آخر من يلحس، لكن السابع الذي يسبقه في الدور، كان طفلا بائسا، فتنازل طواعية بل قرفا، وترك دوره في اللحس، لأن ما حول فم الطفل السابع كان ملطخا، جعل الثامن يعاف اللحس وكل الأهداف من الشراكة، ويقول عبدالله، بأنه وعلى الرغم من تذكره الدائم لهذه الشراكة الخاسرة، فإنه ما زال يشارك الشركاء ولم يلحس شيئا حتى الساعة !.
دوما نخسر ونبرر الخسارة، ونكتشف بأننا نبلاء مترفعون، لكن النتائج تكون صادمة بل موجعة، وتنم عن افتقارنا للاستراتيجيات والتخطيط السليم..فتبا لشراكات تكون نتائجها مجرد لحسة، وسحقا لها حين يكون نصيبنا منها (ولا لحسة).
الدستور
صديقي وقريبي،الدكتور عبدالله القيسي، أبومهند، يكتب عن أول شراكة له، جمعته مع 7 شركاء آخرين، ويؤكد بأنه لم يلحس ولا لحسة من هذه الشراكة..يعني خسرانه...وجدير بالقول إن الدكتور عبدالله، يحمل دكتوراه في برمجة الكمبيوتر، وهو ربما ما زال يعمل مع شركة (أبل ماكنتوش)، ويبتكر أفكارا في مجال تنقية شيفرة البرامج من أي شوائب برمجية، عمل جميل، ويجب أن يتمتع العامل فيه بذكاء وتمكن من البرمجة، وهذا ما أعتقده في الدكتور الصديق، فقبل أعوام كنت في منزله، ونظرت أول ما نظرت الى شبابيك الغرف في منزله، فقرأت على حديد حماية الشبابيك «أسماء»، مكتوبة بنظام «البايناري يعني زيرو ون»، فسألته واندهش من ملاحظتي، فهو لم يكن يعلم أن تخصصي أيضا هو البرمجة، وأجابني بأنها أسماء أولادي مكتوبة بشيفرة قديمة اسمها (ABCDECode)، فأدركت تمكن الرجل من تخصصه وتماهيه في النظام المنطقي..ومع ذلك فإن الدكتور كتب شيئا جميلا عن اللحس كقيمة يطاردها الشركاء، علما أن الشيفرة المستخدمة حاليا في «الكومبايلر» هي اليوني كود، ومع ذلك فحظ الصديق عاثر في مص الإصبع واللحس عموما، على الرغم من أن كل حياته وعمله محصور في «الديجيتال سيستمز»..
كتب ابو مهند عن اول شراكة في حياته، وقال جمعتني ب 7 من أطفال الحارة، حين قررنا أن نجمع الخبز الجاف من بوابات البيوت، ونبيعها الى عجوز تبيع الخبز الجاف بدورها الى المتاجرين بالخبز وأشياء أخرى، وقال إنها فكرة جميلة ومفيدة تريح الأهالي من شقاوة أطفالهم لمدة 4 ساعات في اليوم، وتدر دخلا حلالا للأطفال وتنظف الحارة من الخبز الجاف، وقال إنهم جمعوا كيسا كبيرا «شوال» خبز، فذهبوا للعجوز ولم تدفع سوى «تعريفة» ثمنا لهذا المحصول، فغضب الأطفال، ولم يتمكنوا من الذهاب الى مصدر آخر بعيد عن الحارة، ليبيعوا حصادهم من الخبز بضعف المبلغ «قرش يعني»، فقبلوا بالتعريفة على مضض، وقاموا بشراء حبة «أسكيمو»، وهو اسم «الآيس كريم» آنذاك، وقاموا بتشكيل حلقة مكونة من 8 أطفال عاملين وجياع، وبدأوا ب»لحس الأسكيمو»، الأول يلحس ثم يمرر للثاني، وكان الدكتور هو الثامن ويقف في نهاية الحلقة، وهو آخر من يلحس، لكن السابع الذي يسبقه في الدور، كان طفلا بائسا، فتنازل طواعية بل قرفا، وترك دوره في اللحس، لأن ما حول فم الطفل السابع كان ملطخا، جعل الثامن يعاف اللحس وكل الأهداف من الشراكة، ويقول عبدالله، بأنه وعلى الرغم من تذكره الدائم لهذه الشراكة الخاسرة، فإنه ما زال يشارك الشركاء ولم يلحس شيئا حتى الساعة !.
دوما نخسر ونبرر الخسارة، ونكتشف بأننا نبلاء مترفعون، لكن النتائج تكون صادمة بل موجعة، وتنم عن افتقارنا للاستراتيجيات والتخطيط السليم..فتبا لشراكات تكون نتائجها مجرد لحسة، وسحقا لها حين يكون نصيبنا منها (ولا لحسة).
الدستور