jo24_banner
jo24_banner

سياحة حوادث السير

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : في عطلة عيد الفطر الماضي والسعيد، ولدى وصولي الى القرية، قدمت مشاركة من نوع تعليمات وملاحظات للعاملين في ورشة تدشين مطب على بوابة أحد بيوتنا هناك، وذلك بعد أن رأيت الدكتور متأبطا «كريك».. منهمكا في توزيع المهام على الشبيبة، وصوته «بيلعلع»..وتم الانتهاء من عمل مطب من الحجارة والخرسانة، ثم جلسنا على مقاعد في فناء البيت، وقال الدكتور: لولا المطب لن تستطيع الجلوس في هذه الأجواء الجميلة، وقلنا ونقول : شكرا للمطب.
ويوم الخميس على (جمعة) الماضي أيضا، كان يوما مشهودا، ليس في القرية الجنوبية الوادعة، بل في حي الجامعة – الجبيهة، ومنذ الساعة الرابعة عصر الخميس الماضي وحتى الثالثة من فجر الجمعة ونحن نشهد تجمعات في فناء المنزل، وهي مشاهد اعتدنا عليها، فلا يمر أسبوع واحد «تقريبا»، إلا وتحدث هذه المناسبة، وأحيانا تحدث يوميا، أو أكثر من مرة في اليوم، أما يوم الخميس على (جمعة) الماضي، فقد شهدنا 3 حوادث سير من نوع «تصادم سيارات»، لأننا لدينا بجانب البيت مربع شوارع مثير، يجذب حوادث التصادم بطريقة تشبه صنع الكمائن، ويوجد من سكان المنطقة نفسها من يقعون في هذه الحوادث، فهم؛ وعلى الرغم من علمهم بأنهم يسيرون في المنطقة التي تشكل نقطة «حالكة السواد» في اجتذاب حوادث التصادم، إلا أنهم يسقطون فيها !.
كان كبيرا؛ أعني آخر حادث وقع فجر الجمعة (أمس الأول)، فسيارة (الرينج روفر انفوي) ضربت سيارتين آمنتين مصطافتين في فناء عمارتنا، علاوة على تعرضها لضربة من سيارة ال(كيا) المتسببة بالحادث الذي وقع فجرا، فاستيقظ الحي على صوت الحديد الذي تعرض لقذيفة من نوع (رينج انفوي)..
أحسب أنها فقط «كبسة زر»، ستبين للمسؤولين في التحقيق المروري، ما هو عنوان إقامتي، فأنا أسكن في بناية تقع على مربع الشوارع، الذي يحظى بأعلى نسبة حوادث تصادم في الكوكب، أنا أفترض أن لدى التحقيق المروري (سيستم)، يعطي أرقاما ونسبا وإحصائيات تشبة الجدول المعلق في مكتب مدير إدارة السير، وأفترض أنهم لديهم معلومة أكيدة بأن مربع الشوارع الذي تشكل مساحته (6م X 6م) يعني 36 مترا مربعا، هو المنطقة التي سجلت أعلى حوادث تصادم في العالم، وإن لم يكن لديهم مثل هذه المعلومة فثمة مشكلة في» السيستم»..علما أن التحقيق المروري لا علاقة ولا مسؤولية له بإنشاء شوارع وتأثيثها بما يلزم، فهي مسؤولية جهات أخرى، تتقاضى من كل مواطن ثمنا لهذه الشوارع.
في الواقع المشكلة كبيرة، ولا يمكن تنفيذ اقتراحات الأهالي الذين خرجوا فجر الجمعة الماضي، للإطمئنان على سيارتهم الرابضة في الفناء، ففكرة (المطبات) على تلك الشوارع الأربعة التي تلتقي تحت منزلنا، فكرة غير عملية البتة، فالشتاء قادم وستتعرض تلك المنطقة للطوفان ثانية لو تشكلت المطبات، فنحن في الشتاء أيضا نكون على موعد مع الإثارة المائية.. فالمنطقة وبحكم موقعها تتعرض للسيول من ثلاث جهات، والمناهل لا تستوعب كميات المياه المتدفقة فيها، فتطوف الشوارع والعمارات بالماء، ولدي صور «تذكارية» عن كراج عمارتنا، تظهر فيه سيارات تغطت بالماء بشكل كامل، وعدادات كهرباء تنبض أرقاما وحسابات وفواتير وتتنفس (تحت الماء)..
ما رأيكم لو تسمحون لمحبي الإثارة بتثبيت كاميرا لتصوير مباشر لما يجري على ذلك التقاطع المثير، أنا متأكد بأنه لن يمر أيام على تثبيت الكاميرا وستقتنص صيدا ثمينا، عن حادث تصادم، ويوميا ستكون في الكاميرا وجبة موجعة عن (أطفال التخميس)..
أؤكد هنا أن المنطقة المذكورة تتمتع بأجواء ريفية، ولا تعيش الصخب لا بكثافة سيارات ولا بضيق طرقات أو مشاة ولا حتى بأسواق، لكنها منطقة يمكنني اقتراحها ضمن مناطق التسوّح، ولكن في مجال «سياحة حوادث السيارات»..
زورونا يا عالم وشوفوا بعيونكم.

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news