مراتع السياسيين.. أية آلية للقرار العسكري؟
عدنان برية
جو 24 : في الأردن، بديهيّ أن تستيقظ على قرار بخوض الحرب، هجومية أو وقائية، إذ لا يلزم "صانع القرار السياسي" سوى تسريب إعلامي بوجود تهديدٍ ما، حتى إن كان "تهديداً مزيفاً" لا وجود له، وأيضاً بديهيّ أن يتحمّل الأردن، الوطن والمواطن، تكلفة هذه الحرب، دون أدنى اعتبار للنتائج المتوقعة.
بديهية "حماقات السلطة" لا تعنى البتة التسليم بالأمر، والاستسلام لإرادة أولئك المتربعين في "المراتع" ويتخذون القرار العسكري، فالمسؤولية السياسية لا تعني بشكل من الأشكال التفرد بمصير الأمة، أو المجازفة بها، دون وجه شرعي وآلية قانونية قادرة على تبرير التحرك واستمالة الرأي العام لصالحها.
ولعل القفز نحو أسئلة المستقبل، والنتائج المتوقعة للتحرك العسكري الأردني الأخير، ضربٌ من "بلاهةٍ ليست بريئة"، فهي تنطوي على فرارٍ من "تبعية قانونية" للحديث في الشأن العسكري، وكأن "صاحب" القرار السياسي منزه عن الخطأ، ويمتلك – وحده - عين الحكمة والصواب؛ وكذلك تنطوي على مراوغة مرفوضة لحرف النقاش الوطني عن مساره الصحيح، المتحقق بالإجابة، الآن وعلى نحوٍ سريع، على استفهام رئيسي، هو: "هل مرّ اتخاذ قرار التحرك العسكري ضمن الخطوات القانونية؟"، وإذا كان الأمر على هذا النحو، "لماذا لم تُطلع السلطات الحكومية تابعيتها (المواطنين) على الأمر؟".
الضربات الجوية، التي خاضها "صقور الأردن"، الذين نُقدّر ونجلّ دورهم الوطني، انطلقت بقرار سياسي "مجهول"، وفي "حربٍ مجهولة"، ولـ "غايةٍ مجهولة"، لا أحد يعرف عنها سوى "متخذ القرار"، وهو أيضاً "مجهولٌ" بالنسبة لنا، فالحكومة نفت مراراً المشاركة في الحرب على "تنظيم الدولة الإسلامية"، وكذلك لم يخرج عن السلطة التشريعية ما يفيد بالأمر، بل من تساءل من النواب عن ذلك "أُخرس" و"مُنع" من الحديث.
التحرك العسكري الأردني، بعيداً عن الخصومة والثأرية للأطراف المستهدفة، ليس رحلة استجمام، ولن يتوقف الأمر عند حدود الضربات الجوية، فالعمليات العسكرية ستمتد لتشمل "اجتياحاً برياً"، و"أعمالاً قتالية واستخبارية"، قد تمتد لـ "فترة زمنية طويلة"، خاصة أن مختلف نظريات الحرب وتكتيكات واستراتيجيات الميدان العسكري تعتبر قتال "المجموعات المسلحة" قتالاً "طويل الأمد"، ولا يمكن إنهاؤه في ليلة وضحاها، وهو ما أفصح عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوله إن "القتال قد يستمر 3 سنوات".
نعم، نصطف بـ "طواعية" و"بسالة" خلف "القوات المسلحة"، ونبذل الغالي والنفيس في سبيل عزتها وعزة الأردن، ولكن "لسنا غوغاء يجمعنا المزمار وتفرقنا العصا"، فقرار "السياسي" بالضربات الجوية، والتدخل العسكري، ولد من رحمٍ "لم يعرف نضوجاً"، وخطفته العزة بـ "الآثمِ الغربيّ"، ويجب تجلية الأمر للأردنيين، الذين سيدفعون تكلفة هذه الحرب، من أرواحهم وأمنهم وقوتهم.
بديهية "حماقات السلطة" لا تعنى البتة التسليم بالأمر، والاستسلام لإرادة أولئك المتربعين في "المراتع" ويتخذون القرار العسكري، فالمسؤولية السياسية لا تعني بشكل من الأشكال التفرد بمصير الأمة، أو المجازفة بها، دون وجه شرعي وآلية قانونية قادرة على تبرير التحرك واستمالة الرأي العام لصالحها.
ولعل القفز نحو أسئلة المستقبل، والنتائج المتوقعة للتحرك العسكري الأردني الأخير، ضربٌ من "بلاهةٍ ليست بريئة"، فهي تنطوي على فرارٍ من "تبعية قانونية" للحديث في الشأن العسكري، وكأن "صاحب" القرار السياسي منزه عن الخطأ، ويمتلك – وحده - عين الحكمة والصواب؛ وكذلك تنطوي على مراوغة مرفوضة لحرف النقاش الوطني عن مساره الصحيح، المتحقق بالإجابة، الآن وعلى نحوٍ سريع، على استفهام رئيسي، هو: "هل مرّ اتخاذ قرار التحرك العسكري ضمن الخطوات القانونية؟"، وإذا كان الأمر على هذا النحو، "لماذا لم تُطلع السلطات الحكومية تابعيتها (المواطنين) على الأمر؟".
الضربات الجوية، التي خاضها "صقور الأردن"، الذين نُقدّر ونجلّ دورهم الوطني، انطلقت بقرار سياسي "مجهول"، وفي "حربٍ مجهولة"، ولـ "غايةٍ مجهولة"، لا أحد يعرف عنها سوى "متخذ القرار"، وهو أيضاً "مجهولٌ" بالنسبة لنا، فالحكومة نفت مراراً المشاركة في الحرب على "تنظيم الدولة الإسلامية"، وكذلك لم يخرج عن السلطة التشريعية ما يفيد بالأمر، بل من تساءل من النواب عن ذلك "أُخرس" و"مُنع" من الحديث.
التحرك العسكري الأردني، بعيداً عن الخصومة والثأرية للأطراف المستهدفة، ليس رحلة استجمام، ولن يتوقف الأمر عند حدود الضربات الجوية، فالعمليات العسكرية ستمتد لتشمل "اجتياحاً برياً"، و"أعمالاً قتالية واستخبارية"، قد تمتد لـ "فترة زمنية طويلة"، خاصة أن مختلف نظريات الحرب وتكتيكات واستراتيجيات الميدان العسكري تعتبر قتال "المجموعات المسلحة" قتالاً "طويل الأمد"، ولا يمكن إنهاؤه في ليلة وضحاها، وهو ما أفصح عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقوله إن "القتال قد يستمر 3 سنوات".
نعم، نصطف بـ "طواعية" و"بسالة" خلف "القوات المسلحة"، ونبذل الغالي والنفيس في سبيل عزتها وعزة الأردن، ولكن "لسنا غوغاء يجمعنا المزمار وتفرقنا العصا"، فقرار "السياسي" بالضربات الجوية، والتدخل العسكري، ولد من رحمٍ "لم يعرف نضوجاً"، وخطفته العزة بـ "الآثمِ الغربيّ"، ويجب تجلية الأمر للأردنيين، الذين سيدفعون تكلفة هذه الحرب، من أرواحهم وأمنهم وقوتهم.