jo24_banner
jo24_banner

مجاعة تهدد اللاجئين السوريين

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
جو 24 : أعلن برنامج الأغذية العالمي عن وقف تقديم مساعداته للاجئين السوريين، وعلى خلفية هذا القرار سيجوع مليون و700 ألف لاجىء سوري ، موزعين على لبنان والعراق وتركيا ومصر والأردن، ولن تتوقف المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج لعدد يبلغ 110 آلف لاجيء سوري متواجدين في المخيمات، لكن؛ بناء على هذا القرار يبلغ عدد المحرومين من الغذاء في الأردن حوالي 440 ألف لاجىء سوري، يعيشون في المدن الأردنية خارج المخيمات.

التقيت السيد مهند هادي؛ وهو المنسق الاقليمي لبرنامج الغذاء العالمي في المنطقة، وقال إن شح الموارد، وعدم التزام الدول المانحة بتعهداتها، يقفان خلف هذا القرار، فلا يوجد أرصدة مالية لتغطية احتياجات اللاجئين من الطعام، وهذه ستكون كارثة كبيرة على اللاجئين وعلى الدول المضيفة لهم، فمنظومة من التهديدات المختلفة تقبع خلف مجاعة تضرب في صفوف وأمعاء بشر، فروا من الموت قتلا، ليواجهوه جوعا في الشتات، ويقول هادي: إن الدول المانحة التي تعهدت بتقديم منح مالية في مؤتمر الكويت، لم تف بالتزاماتها الا بنسبة 40%، لهذا يتعثر البرنامج للمرة الثانية خلال شهرين، حيث قمنا في اكتوبر الماضي بتقليص المساعدات للاجئين السوريين، وها نحن في ديسمبر ولا نجد مالا كافيا لسد احتياجات اللاجئين من الطعام..!.

الأردن؛ الذي يقدم الكثير للاجئين السوريين، وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي، سيكون من جديد في عمق هذه الأزمة، التي تأتي في ظرف أكثر حساسية من السابق، وقد عبر الأردن وفي أكثر من مناسبة عن ثقل عبء اللجوء السوري على اقتصاده وأمنه وبنيته التحتية وموازنة دولته واستقراره بشكل عام، والتهديد الحالي الأكبر يكمن في أن حوالي نصف مليون من السوريين، يعيشون في عمان وغيرها، وجدوا أنفسهم بشكل مفاجىء بلا طعام هذا الشهر، فهل يصومون ويجوعون ويعطشون وهم يقطنون في مدن أردنية؟..ماذا يفعلون؟!.

المشكلة السورية، التي برعت دول في تأجيجها وتعميم خطرها على دول الجوار، تقف الآن على مفترق طرق «دولية»، ويبدو أن وقف الدعم وتقديم الطعام للاجئين السوريين بمثابة ورقة على طاولة لعب تلك الدول، وقد تكون ورقة للضغط على بعض دول الجوار لابتزازها في موقف يدعم حلا غير سياسي للمشكلة السورية، وهذا احتمال لو تحقق فإنه سيكون انفجارا كبيرا للفوضى في سورية ودول جوارها، ونذيرا بحرب شاملة سيشتد أوارها، وستدفع دول المنطقة ثمنها باهظا من استقرارها، علاوة على دفعها لفاتورة تلك الحرب لصالح الدول التي تفتعل وتحل المشاكل والأزمات بمزيد منها.

لا بد أن يتخذ الأردن موقفا حاسما تجاه منظومة التهديدات والأزمات، التي رافقت الأزمة السورية، والتي واجهها وحيدا منذ سنوات..


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news